responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المبدأ و المعاد نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 129

فِي ظُلُماتِ الْأَرْضِ وَ لا رَطْبٍ وَ لا يابِسٍ إِلَّا فِي كِتابٍ مُبِينٍ‌.".

تنبيه و تمثيل‌

إياك أن تفهم من قلم الله و لوحه ما تفهم من قلم الإنسان و لوحه اللذين هما آلتان جماديتان بل هما لا يشبهان لهذين كما أن ذات الله تعالى و صفاته لا يشبهان ذات الخلق و صفاته، و إن صدق عليهما مفهوم القلمية الغير المأخوذة في تحديده كونه من خشب أو قصب أو حديد، بل الناقش مطلقا. و مفهوم اللوحية الغير المعتبر في تحديده كونه من خشب أو قرطاس، بل مجرد كونه منقوشا فيه، سواء كان النقش محسوسا أو معقولا.

فالقلم الأعلى ملك إلهي قدسي، و اللوح المحفوظ ملك نفساني مجرد، و الكتابة تصوير الحقائق و إفاضتها. و المثال المناسب لمراتب علمه تعالى الأليق للتفهيم إنما يتحقق و يعلم من النشأة الإنسانية و الفطرة الآدمية التي هي كهيئة العالم.

فكما أن لأفعال الإنسان من لدن صدورها منه و بروزها من مكامن غيبها إلى مظاهر شهادتها أربع مراتب، لكونها أولا في مكمن عقله الذي هو غيب غيوبه في غاية الخفاء كأنها غير مشعور بها، ثم ينزل إلى جنب قلبه، أي مرتبة كونه نقشا عند استحضارها بالفكر و إخطارها بالبال كلية. (في- ش ع-: ثم تنزل إلى حيز قلبه أي ... نفسا.) و في هذه المرتبة يحصل للإنسان التصورات الكلية و كبريات القياس عند الطلب للأمر الجزئي المنبعث عنه العزم على الفعل.

و التعبير عن هذه المرتبة من الإنسان بالقلب لأجل تقلبه و انتقاله من معلوم إلى معلوم كما هو شأن العلم النفساني أو لاعتبار توجهه تارة إلى العقل الصرف و تارة إلى الحس.

ثم ينزل إلى مخزن خياله متشخصة جزئية، و هو موطن التصورات الجزئية و صغريات القياس ليحصل بانضمامها إلى تلك الكبريات رأي جزئي ينبعث عنه القصد الجازم للفعل، ثم يتحرك أعضاؤه عند إرادة إظهارها فيظهر في الخارج.

نام کتاب : المبدأ و المعاد نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 129
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست