و ربّما[2]يقول بعضهم[3]: الأعمال بالجوارح لا
وزن لها و إنّما النّظر إلى القلوب؛ و قلوبنا والهة بحبّ اللّه واصلة إلى معرفة
اللّه عاكفة في حظائر القدس، و إنّما نخوض في الدّنيا و[4]الشّهوات بأبداننا؛ فنحن مع الشّهوات و اللّذّات بالظّواهر و
الأبدان لا بالبواطن و القلوب. و يزعمون أنّ مباشرة الشهوات و[5]مزاولة المعاصي و الخطيئات لا تصدّهم[6]عن طريق اللّه، لقربهم منه و منزلتهم
لديه. و لا يعلم الأحمق السّفيه الزّنديق أنّ بهذا الكلام المزخرف المنتج لعذاب
الحريق يرفع درجة نفسه الخسيسة عن درجة الأنبياء (عليهم الصّلوات و التّسليمات)،
إذ كانت صدّهم عن طريق اللّه[7]خطيئة
واحدة، حتّى كانوا يبكون على ما يعدّونه[8]معصية و ذنبا، و ينوحون[9]عليه سنين متوالية[10].
ثمّ إنّ كثيرا ما رأينا جماعة من المتكايسين كياسة عوجاء و فطانة
بتراء، بعد ما اشتغلوا بفنون من المقدّمات العقليّة أو[11]الأبحاث الكلاميّة، تشوّشت عليهم الظّواهر، و تطرّقت إليهم
اعتراضات، و تخاطرت لهم تناقضات في أصول
[1]مج، آس:- و هذا كلّه ... قايد قرشى به از بخارى/ در
نسخههاى «ك» و «دا» و «تا» از «وهذا كله ...» تا «قايدقرشى به از بخارى» پس از عبارت «اتّباعهوى النفس» (در ص 10) آمده است.