و أمّا ثانيا،فلأنّهم مع
غلظة طبائعهم و سخافة عقولهم و عدم لطافة نفوسهم مشتغلين باللّذّات، ملطّخين
نفوسهم بالشّهوات، صارفين[2]أعمارهم
في استماع اللّهوات[3]،
و
أكل الشّبهات و طعام الظّلمة و الحكّام و رؤساء الرّساتيق و اللّصوص و غيرهم من
القرويّين و البدويّين، الّذين لا يعرفون الحلال من[4]الحرام، و لا ينكرون شيئا من الحطام و متاع الأنعام على أيّ
وجه حصل لهم[5]بعد ما كان
مجّانا سهل الوصول[6]و الالتقام.
و معلوم عند أهل[7]الحقّ
أنّ كلّ شهوة أو خطيئة يرتكبها الإنسان، فبقدر[8]ذلك يكون معوّقا عن الكمال ممنوعا عن الاتّصال بفيض علميّ
يرد عليه من المبدأ الفعّال. فكيف يكون عارفا إلهيّا و عالما ربّانيّا من كان
ديدنه[9]و عادته
الاشتغال باللّذات و الشهوات، و الاقتراف بالسّيّئات، و المزاولة لسائر الحجب
الظّلمانيّة السّاترة لوجه القلب عن شهود الحقائق الرّبّانية و شروق[10]المعارف الإلهيّة؟!