اعلموا أيّها الإخوان السّالكون[2]طريق النّجاة، أنّ غرضي من وضع هذه الرّسالة ليس توبيخا لرجل
معيّن أو رجلين، أو[3]تعرّضا بحال
واحد بعينه أو اثنين من المتشبّهين[4]بأرباب
الكمال المتزيّين بزيّ أهل الوجد و الحال، المحاكين[5]- مع[6]تورّطهم
في الشّهوات و قصور نظرهم كالنّسوان و الصّبيان على اللّذّات- حكاية البالغين من
الرّجال، المتقلّدين- مع تحلّيهم[7]بحيلة
النّاعمات في الحجال- أقوال الأبطال.
بل غرضي التّنبيه و الإعلام لمن له ذوق سليم و قلب صحيح على فساد
الزّمان و انحراف أكثر النّاس عن جادّة السّلوك إلى طريق العلم و العرفان، و فشوّ
داء[8]الضّلال و
الجهل و الهذيان في أبناء الدّوران؛ حيث انتشر غياهب ظلمات