نام کتاب : كسر أصنام الجاهلية نویسنده : الملا صدرا جلد : 1 صفحه : 189
رَبِّ إِنِّي لِما أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ[1]. و اللّه[2]ما سأله إلّا خبزا يأكله، لأنّه كان يأكل
بقلة الأرض. و لقد كانت خضرة البقل ترى من شفيف صفاق بطنه[3]لهزاله و تشذّب لحمه.
و إن شئت، ثلّثت بداود (صلوات اللّه عليه)[4]صاحب المزامير و قارئ أهل الجنّة، فلقد كان يعمل سفائف
الخوص[5]بيده و يقول
لجلسائه: «أيّكميكفيني بيعها؟» و يأكل قرص الشّعير من ثمنها.
و إن شئت، قلت في عيسى (ص)[6]: يتوسّد الحجر[7]و
يلبس الخشن و يأكل الجشب[8]، و كان إدامه الجوع، و سراجه باللّيل القمر و ظلاله في الشّتاء مشارق
الأرض و مغاربها، و فاكهته و ريحانه ما تنبت[9]الأرض للبهائم. و لم تكن[10]له زوجة تفتنه[11]و لا ولد يحزنه و لا مال يلفته[12]و لا طمع يذلّه[13]؛ دابّته رجلاه و خادمه[14]يداه.
فتأسّ بنبيّك الأطيب الأطهر (صلوات اللّه عليه)، فإنّ فيه أسوة لمن
تأسّى و عزاء لمن تعزّى[15]انتسابا[16]. قصم الدّنيا
قصما و لم يعزّها طرفا. أهضم[17]أهل الدّنيا[18]كشحا و أخمصهم من الدّنيا[19]