responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح الهداية الأثيرية نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 361

فيها لأنها محض القوة و الفاقة و الواجب تعالى محض الفعلية و التحصل، فلا يكون الواجب مادة كما لا يكون ذو مادة فيكون مجردا، كيف؟ و هو تعالى مجرد بذاته عن كل معنى غير الوجود فضلا عن المادة و غواشيها. و كل مجرد عن المادة القائم بنفسه لا بغيره كالصور الذهنية الكلية [فهو] عالم بذاته‌. و أشار إلى بيان هذه المقدمة بقوله: لأن ذاته حاصلة عنده- أي ذات المجرد القائم بنفسه،- حاصلة له بخلاف القائم بغيره، سواء كان مجردا كالصور العقلية القائمة بالنفس أو ماديا كالصور النوعية القائمة بالمواد و كل ما حصل له شي‌ء مجرد فهو عالم به، فيكون كل مجرد عالما بذاته، لأن العلم هو حصول حقيقته الشي‌ء مجردة عن المادة و لواحقها عند الذات المستقلة الوجود لئلا يلزم كون الهيولى شاعرة بذاتها.

و اعلم إن المراد بالعلم إن كان هو التعقل، فيجب في المعلوم التجرد التام عن المادة، أي عنها و عن لواحقها و إن كان مطلق الإدراك فلا يجب فيه التجرد التام بل نحو ما من التجرد.

و بيان ذلك إن الشي‌ء لا يخلو إما أن يكون مقارنا لأمور غريبة عن ماهية مقارنة مؤثرة فيه، كمقارنة الإنسان في الخارج لأمور غريبة مؤثرة فيه من وضع و مقدار و كيف و أين، بحيث لو انفكّت عنه لانعدم أو مقاومة غير مؤثرة كمقارنة السواد للحركة حيث لا يرتفع أحدهما برفع الآخر، و أما أن يكون مجردا عما سواه من الأغشية و اللبوسات، كالإنسانية المطلقة المطابقة لأفرادها المتفاوتة في العظم و الصغر، المختلفة في الوقع و الأين و المتى و لو لم تكن الإنسانية الذهنية مجردة عن مقدار خاص و وضع خاص لما طابقت الكثيرين المختلفين فيها. و قد علمت إن كل حقيقة يلحقها أمر غريب عن ذاتها، فإنما يلحقها لا لذاتها، بل بجهة استعدادية تلحقها و إلا لم يتخلف عنها. و قد علمت إن جميع جهات الاستعداد و القوة منشأها الهيولى الجسمية. فكل متلبس بأمر غريب عن ذاته، فهو مادي و العلم عبارة عن امتياز الشي‌ء عن غيره، فكل ما هو مخلوط بغيره ما دام كونه مخلوطا بغيره لا يكون معلوما بل يكون مجهولا. فالمعلوم إما مجرد عما سواه بالكلية أو عما يقارنه مقارنة غير مؤثرة في وجوده، و إما مجرد عن بعض ما يقارنه مقارنة مؤثرة الأول يسمى معقولا، و الثاني محسوسا سواء كان مبصرا أو ملموسا أو مشموما أو مذوقا أو مسموعا أو متخيلا أو متوهما، فكل إدراك يكون بنحو من التجريد عن المادة و ملابسها شديدا أو ضعيفا.

نام کتاب : شرح الهداية الأثيرية نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 361
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست