responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح الهداية الأثيرية نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 328

بين هاتين المقولتين فرق معنوي و لكنه غير مؤثر في وقوع الكمال و النقص في إحداهما و عدمه في الآخر كقولهم: إن في الزائد و الناقص يمكن أن يشار إلى مثل حاصل و قدر زائد، و الأشد و الأضعف لا يمكن فيه ذلك. و كقولهم: إن تفاوت الأشد و الأضعف ينحصر بين طرفين بخلاف الزائد و الناقص فإنه لا ينحصر التفاوت فيهما بين طرفين. و كقولهم: إن الأشد و الأضعف متفاوتان نوعا بخلاف الكم فإن الخط الطويل لا يخالف نوعه نوع الخط القصير لا يقال: لو قبلت الكمية الأشدية و الأضعفية لكان في الكميات تضاد. و قد بيّن أنه لا تضاد فيها لأنّا نقول: لا نسلّم ذلك لأنه ليس بينا و لا مبرهنا عليه، و المتّبع هو البرهان. و من المقولات أي يقبل الاشتداد و التضعف مقولة الأين، إذ قد يكون شي‌ء أتم فوقية من شي‌ء و ليس إن أينا واحدا بعينه يصير أشد فوقية بعد ما لم يكن كذلك، بل الأضعف يبطل عن الجسم و يحصل له الأشد كما عرفت في الكيف و غيره. و مقولة الوضع أيضا يقع فيه الاشتداد و مقابله كالأشد انتصابا و انحناء.

و اعلم إن مقولتي أن يفعل و أن ينفعل و إن قبلت الشدة و الضعف، فإن تسخين النار أشد من تسخين الحجر الحار، و الاسوداد الذي هو الحركة إلى السواد منه ما هو أسرع وصولا إلى السواد الذي هو الغاية في ذلك و أسرع وصولا إليه من اسوداد آخر، لكنهما لا يقبلان الاشتداد و التضعف لأنه حركة. و قد مرّ في بحث الحركة إن هاتين المقولتين لا تقبلان الحركة فلا تقبلان الاشتداد و التضعف و فيه إشكال، فإن الحركة إلى الكيف أو الكم أو غيرهما قد تزداد شدة و سرعة ازديادا تدريجيا حاصلا شيئا فشيئا، فيكون سلوكا من انفعال ضعيف إلى انفعال شديد على التدريج.

أقول: و يمكن دفعه بأن هذا السلوك و إن كان بحسب الحسّ سلوكا واحدا و انتقالا متصلا لكنه بحسب الواقع سلوكات متعددة في كل سلوك توجد مرتبة واحدة من السرعة باقية مستمرة في بعض من الزمان الذي يقع الكل فيه، فالانتقال من السرعة إلى سرعة أخرى أشد منها ليس شيئا فشيئا و إن كان أصل السلوك تدريجيا.

نام کتاب : شرح الهداية الأثيرية نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 328
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست