نام کتاب : شرح الهداية الأثيرية نویسنده : الملا صدرا جلد : 1 صفحه : 319
يلزم في غيره من الكيفيات أنه إذا رؤي شيء من بعيد عرف أنه حار أو
بارد أو حلو أو مرّ و ليس كذلك. و منها: إن الفلك له شكل و لا لون له.
و منها: إن الأشكال لا تتحقق بين اثنين منها غاية الخلاف بخلاف
الكيفيات المحسوسة كالسواد و البياض.
و أما بيان عرضية الكيفيات المختصة بالكميات، فيظهر من تبدل أشكال مختلفة
في جسم واحد، كالشمعة مثلا مع بقائه و إن كان الشكل من لوازم بعض الأجسام كالفلك و
ليكن هذا ضابطا عندك في إثبات عرضية المقولات. فكل مقولة يصح تبدلها أو تبدل فرد
منها على حقيقة أو على فرد منها مع عدم تغير جواب ما هو فيها، فهي لا محالة من
الأعراض.
و أما بيان وجود الأشكال فما سوى الدائرة قد ثبت في كتاب «أقليدس»
بواسطة
الدائرة، و لإثبات الدائرة طرق- كما أشرنا في أوائل هذا الكتاب- أقربها أنه لا بد
من وجود الأجسام البسيطة، إذ لو لم يكن البسيط موجودا لم يكن المركب موجودا. و لا
بد أن تكون محدودة مشكلة لتناهي المقادير الجسمانية، فيجب أن تكون مستديرة لأن
المادة فيها واحدة و الصورة واحدة و هي مبدأ القريب كما علمت لآثار الجسم و من
المبدأ الواحد في القابل الواحد لا يصدر فعل مختلف. و إذا تحققت الكرة فعند قطعه
يظهر وجود الدائرة، و إذا ثبت وجود الدائرة تثبت سائر الأشكال. و الزاوية موجودة
في المضلعات، و كذا الاستقامة، فإنها سبب لوجود المحاذاة.
و أما الأين، فهو حالة تحصل للشيء بسبب حصوله في المكان،سواء كان حقيقيا ككون الشيء في مكانه الخاص به
أو غير حقيقي ككون الشيء في السماء أو في السوق. و من الأين ما هو جنسي ككون الشيء
في المكان، و منه نوعي كالكون في الهواء، أو شخصي كالكون في هذا المكان.
و أما متى، فهو حالة تحصل للشيء بسبب حصوله في الزمانأو في طرفه، فإن كثيرا من الأشياء يقع في آن،
كالمماسة و تقاطع خط بخط. و كون متى حقيقيا و غير حقيقي، و عاما و خاصا، كما سبق
في الأين.
قال شارح «المقاصد»: إلا أن الحقيقي من المتى يجوز فيه
الاشتراك بأن يتصف أشياء كثيرة بالكون في زمان معين بخلاف الاين و هو ظاهر.
نام کتاب : شرح الهداية الأثيرية نویسنده : الملا صدرا جلد : 1 صفحه : 319