نام کتاب : شرح الهداية الأثيرية نویسنده : الملا صدرا جلد : 1 صفحه : 318
يتحقق قسم ثالث.
و
إلى كيفيات مختصة بالكمياتو هي التي لا
يكون عروضها بالذات إلا للكم المتصل أو المنفصل، كالانحناء و الاستقامة للخط كما
قيل. و الحق أنها من الفصول المنوعة و ليست مقولة بالذاتكالمثلثية و المربعيةللسطح،
و المخروطية و المكعبية للجسم،و
الزوجية و الفردية للعدد.
و اعلم إن في السطوح و الأجسام حدودا، و هي ليست نفس الشكل و لا
داخلة فيه و لا معروضة له، بل الشكل عارض للحدود من حيث هو محدود. فيكون الحدود
شرائط و أسبابا خارجة لعروض الشكل، فليست الدائرة حاصلة في الخط. و لا الكرة في
السطح و لا المثلث و نحوه في الخطوط و إن لم تحصل الدائرة إلا بانعطاف خط و
استدارته، و لا تتم الكرة إلا بتقبيب سطح، و لا المثلث و المكعب و نحوهما إلا بتعدد
الخطوط أو السطوح. فالحق إن الدائرة سطح لا خط، فإذا كان كذا فالكرة أيضا جسم لا
سطح، و هكذا حكم سائر الأشكال السطحية و الجسمية. و الزاوية أيضا كيفية حاصلة
[للمحدود و لا المحدود] للحدود، إذ الحاصل في الحدود ليس إلا تقاربا أو تضايفا أو
غيرها مما هو من مقولة أخرى. و قياس إطلاق الشكل و الزاوية و نظائرهما من الألفاظ
على نفس الكيفية أو على المركب الذي اعتبر فيه الموضوع كما سلف.
و من الأوهام العامية إنكار وجود الكيفيات الفعلية و الانفعالية تارة
و تارة أخرى إنكار عرضيتها و طور آخر إرجاع كثير منها إلى الأشكال، و الكل فاسد.
أما الأول:فلأنها لو لم
تكن موجودة لما كانت الحواس منفعلة عنها.
و أما الثاني:فلأن الجسم
الأسود إذا ابيضّ، فماهيته و شكله و وضعه كما كانت لا تتبدل. و لو كانت جواهر وجب
أن تنعدم الأجسام مع مفارقتها إياها كما يعدم مع مفارقة الصور النوعية.
و أما الثالث:فلوجوه: منها
إن الأجسام قد تتوافق في الشكل و تتخالف في اللون و سائر الكيفيات، و قد يكون بعكس
ذلك. و لا شك أن ما به الاتفاق غير ما به الاختلاف. و منها: إن الشيء الواحد من
جهة واحدة لا يصح أن يدرك بإدراكين مختلفين، فلو كان اللون و غيره نفس الشكل لما
أمكن كونه مدركا تارة بالإدراك اللمسي فقط، و تارة بالإدراك البصري لا غير، بل لزم
كوننا إذا لمسنا الشكل أبصرنا لونه بأن يكون اللمس بعينه إبصارا فإن الشعور باللون
لا يحصل إلا بالإبصار. و كذا
نام کتاب : شرح الهداية الأثيرية نویسنده : الملا صدرا جلد : 1 صفحه : 318