responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح الهداية الأثيرية نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 243

منهما على الآخر في الذكر.

و اعلم أن هذه المراتب يعتبر بالقياس إلى كل نظري فيختلف الحال إذ قد تكون النفس بالقياس إلى بعض النظريات في مرتبة العقل الهيولاني، و في بعضها في مرتبة العقل بالملكة، و في بعضها في مرتبة العقل بالفعل، و في بعضها في مرتبة العقل بالمستفاد، ثم العقل بالملكة الذي من شأنه الانتقال من البديهيات إلى النظريات‌ كان في الغاية من قوة الاتصال بعالم العقل بسرعة بحيث يكاد أن يحصل له النظريات بأسرها بطريق الحدس بدون الحركات الفكرية- تسمى قوّة قدسيّة- لتقدسه عن لوث العوائق الجسمية و كثافة العلائق الطبيعية و هي المشار إليها في القرآن بقوله: يَكادُ زَيْتُها يُضِي‌ءُ وَ لَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نارٌ [1]. و لا استبعاد في وجودها، فإنّ الناس مختلفون في الحدس فمنهم البليد الغبي الذي لا حدس له أصلا، و منهم من زاد في الحدس كمّا و كيفا على غيره و ليس هاهنا حدّ يلزم الوقوف عليه فيجوز وجود من يدرك بحدسه أكثر المعقولات في زمان يسير من دون معلم بشري كما للأنبياء.

و اعلم أن مراتب القوة العملية أيضا أربع:

الأولى: تهذيب الظاهر باستعمال النواميس الإلهية بالقيام و الصيام و غيرهما.

الثانية: تهذيب الباطن عن الملكات الرديّة و الأخلاق الدنيّة.

الثالثة: تحلّي النفس بالصور القدسية.

الرابعة: فناء النفس عن ذاتها و ملاحظتها جمال ربّ العالمين و جلاله و كيفية ترقّي النفس.

في هذه المراتب هى ما أقوله و هو: أن الإنسان أول ما يولد فهو كما في الحيوانات لا يعرف إلا الأكل و الشرب، ثم بالتدريج يظهر له باقي صفات النفس من الشهوة و الغضب و الحرص و الحسد و البخل و غير ذلك من الهيئات التي هي نتائج الاحتجاب و البعد من معدن الوجود و الصفات الكمالية، فهو بالحقيقة حيوان منتصب القامة لا غير، يصدر منه الأفاعيل المختلفة بحسب الإرادات المتنوعة فهو في الحجب الظلمانية الساترة للحق سبحانه، ثم إذا استيقظ من سنة الغفلة و تنبّه عن نوم الجهل بأن‌


[1] سورة النور، الآية: 35.

نام کتاب : شرح الهداية الأثيرية نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 243
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست