responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح الهداية الأثيرية نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 241

و الحيوان‌، فلها باعتبار ما يخصها من القبول عن ما فوقها و الفعل فيما دونها قوتان:

قوة عاقلة يدرك بها التصورات و التصديقات‌ و تسمى تلك القوة «بالعقل النظري و القوة النظرية»، و قوة عاملة يحرك الإنسان‌ أي يستعمل قواه التحريكية و آلاته العمليّة إلى الأفعال الجزئية بالفكر و الروية أو بالإلهام و الحدس‌ على مقتضى آراء و اعتقادات تخصّها، أي تلك الأفعال و تسمى تلك القوة العقل العملي و القوة العملية و القوة العاقلة و النفس باعتبارها لها مراتب‌ أربع:

الأولى: ما يكون لها بحسب الفطرة الأولى‌، و هي أن تكون خالية عن جميع المعقولات‌ مع كونها مستعدة لها و المراد منها خلو النفس عن العلوم الحصولية الانتقاشية، فإن استعمال الآلات التي يتوقف على العلم بالآلات فأوّل علوم النفس هو علمها بذاتها ثم علمها بالقوى و الآلات التي تستعملها من الحواس الظاهرة و الباطنة، و هذان العلمان من العلوم الحضورية الفطرية لحضور نفسها لنفسها و حضور آلاتها لها.

ثم بعد هذين العملين ينبعث عن ذات النفس لذاتها استعمال الآلات بدون تصور الفعل و التصديق بفائدته، فإن هذا الاستعمال ليس فعلا اختيارا مسبوقا بالقصد و الروية و إن كانت النفس عالمة به راضية به. و ستعلم الفرق بين الرضا و القصد، فإرادة ذلك الفعل بين النفس إنما تنبعث عن ذاتها لا عن رويتها فذاتها بذاتها موجبة لاستعمال الآلات اضطرارا لا بإرادة زائدة على ذاتها، بل لما كانت ذاتها في آن وجودها عالمة بذاتها و عاشقة لها و لفعلها عشقا ناشئا عن الذات لذاتها اضطر إلى استعمال الآلات التي لا قدرة لها إلا عليه، فحينئذ اندفع ما قيل أن استعمال الحواس فعل اختياري و صدور كل فعل اختياري مسبوق بالتصور له و التصديق بفائدته بوجه ما، فوجب أن يحصل قبل استعمال الآلات صور كلية تصورية و تصديقية و ذلك لأن نسبتي استعمال الآلات و عدمه للنفس ليستا متساويتين ليحتاج إلى المرجّح المسبوق بتصور الفعل و الغاية قبل الاستعمال، بل ينبعث الاستعمال على ما ذكرنا من الشوق الذاتي الذي هو عين ذاتها متصورا لها، فلا يكون مسبوقا بتصور ذلك الفعل بل نفس صدور ذلك الجزئي بعينه نفس تصوره كما أدى إليه الحدس التام‌- و هي العقل الهيولاني‌- تشبيها لها بالهيولى الخالية في نفسها عن كافة الصور القابلة لها بمنزلة قوة الطفل للكتابة و هي أولى مراتب القوة و أضعفها، فإن قوة الشي‌ء للشي‌ء يتفاوت قوة و ضعفا أدناها نفس القابل من دون حصول أمر به يتوصل إلى اكتساب ذلك الشي‌ء.

نام کتاب : شرح الهداية الأثيرية نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 241
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست