responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح الهداية الأثيرية نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 231

أقول: و لعمري أنه قد أصاب فيما أجاب به عن إشكالات المسيحي، لكن في الفرق الذي ذكره بين الحاستين الأوليين و الحواس الثلاث الباقية محل تأمل، على تقدير تحقق ذلك الفرق لم يبلغ كلامه حد الإجذاء، حيث لم يذكر أن النفس من أي جهة لم يدرك بعض المحسوسات حيث ينفعل ألم إدراكها و تدرك بعضها حيث لم تنفعل آلة إدراكها ليثبت بركون بعض آلات الحواس محلا للألم و اللذة الحاصلين عن محسوساتها دون البواقي منها، و ليس بمستبعد أن يقال: إن مزاج الحيوان كما علمت حاصل من جنس الكيفيات الأول، و بقاء حيويّته منوط باعتدال مزاجه اللائق و صلاح بدنه و فساده، إنما يكونان بانحفاظ ذلك المزاج و اختلاله.

و لا شك أن اللذة هو إدراك الملائم من حيث هو ملائم، و الألم هو إدراك المنافي من حيث هو مناف، و الملائم و المنافي للحيوان بما هو حيوان هما مدركات اللامسة.

أولا: لكونها من جنس كيفيات بدنه المتقوّم حيويّة بها ثم مدركات الذائقة التي يتقوى و يتزيد بها بدنه و تالي الكيفيتين المذكورتين في الملائمة و المنافرة مدركات الشامة من حيث يتغذى بها لطائف الأعضاء كالأرواح البخارية. و أما مدركات السامعة و الباصرة فليس مما يحتاج إليها الحيوان بما هو حيوان احتياجا قريبا، فالملائم و المنافي للحواس التي هي قوى جسمانية و لمحالها التي هي أجسام مركّبة هما مدركات الحواس الثلاث على الوجه المذكور. و أما مدركات الحاسّتين الباقيتين فليست ملائمة و منافية لهما و لا لمحلهما و لهذا لا يلتذّان و لا يتألمان بها فهذا ما عندي في هذا الموضع و اللّه أعلم.

و أما القوى المدركة أي الأعم منها و من المعينة التي في الباطن‌ فهي أيضا على حسب ما وجدناه خمس‌: الحسّ المشرك و الخيال و الوهم و الحافظة و المتصرفة. و ما يقال أنها إما مدركة و أما معينة بل الإدراك و المدركة أما مدركة للصور أو المعاني، و المعينة أما حافظة أو متصرّفة، و الحافظة أما حافظة للصور و المعاني فوجه ضبط.

أما الحس المشترك‌ المسمّى باليونانية بنطاسيا أي لوح النفس‌ فهو قوة مرتبة في مقدم التجويف الأول‌ من التجاويف الثلاثة التي‌ في الدماغ يقبل جميع الصور المنطبعة في الحواس الظاهرة بالتاوي إليه من طرق الحواس فهو كحوض ينصب فيه أنهار

نام کتاب : شرح الهداية الأثيرية نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 231
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست