responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح الهداية الأثيرية نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 103

أشكال الأعضاء في الحيوان و مقاديرها و أوضاعها المختلفة التي يلاحظ في كل منها منفعة خاصة يجب أن لا يكون قوة طبيعية عديمة الشعور تسمّى بالمصورة حتى احتيج إلى تجشم اعتذار لدفع لزوم كون الحيوان كرة واحدة أو مجموع كرات متعددة على ما فصل في موضعه فإن كل فطرة سليمة تشهد على أن مثل هذا الترصيف المحكم و الترتيب الأنيق الذي عجزت العقول عن الوصول إلى غايات منافعها يستحيل صدوره عن شي‌ء عديم العلم و الإدراك و هو ظاهر، و لا عن النفس أيضا سواء كانت ناطقة أو غير ناطقة. أما أولا فلأن النفس لا تحدث إلا بعد البدن. و أما ثانيا: فلأنّا الآن عند كمال علومنا لا نعلم كيفية الأعضاء في أشكالها أو مقاديرها و أوضاعها إلا بعد ممارسة التشريح، فكيف يمكن أن يقال: إنّا كنا عالمين في ابتداء تكوننا بهذه الأمور؟ و أما ثالثا: فلأنّا الآن عند استكمال قدرتنا لا نتمكن من تغيير صفة من صفات أبداننا فهي ابتداء الأمر عند غاية الضعف، كيف قدرنا على تركيب مثل هذه البنية؟ فثبت أن مشكّل الأبدان و خالقها مدبّر حكيم فاطر عليم بواسطة الملائكة الموكلين على عالم الأجرام كما هو رأي أساطين الحكمة و التأله كأفلاطون و من قبله من أصحاب المعارج و الارتقاء إلى الملكوت الأعلى.

فصل في الحركة و السكون‌

لما كانت الحركة من الأحوال التي تعرض للجسم الطبيعي بما هو هو و السكون مقابل له تقابل العدم و الملكة أراد البحث عنهما في هذا الفصل فعرّفهما أولا لتوقف البحث عن أحوالهما على تصور ماهيتهما و قدم الحركة التي هي الملكة على السكون الذي هو العدم في التعريف لتوقف تعريفه على تعريفها، إذ الأعدام إنما تعرف بملكاتها.

فقال‌: أما الحركة هي الخروج من القوة إلى الفعل على سبيل التدريج‌ أو يسيرا يسيرا أو لا دفعة. اعلم أن تعريف الحركة بهذا الوجه مما جرت به عادة قدماء الفلاسفة و توضيحه أن الموجود أما أن يكون بالفعل من كل وجه كالمبدإ الأول تعالى و ضرب من الملائكة، أو بالفعل من بعض الوجوه و بالقوة من بعضها، ضرورة امتناع كونه بالقوة من جميع الوجوه حتى في كونه موجودا أو في كونه بالقوة فيكون الوجود أو القوة حاصلا له و غير حاصل له و هذا محال. و من شأن كل ذي قوة أن يخرج منها

نام کتاب : شرح الهداية الأثيرية نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 103
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست