نام کتاب : سه رسائل فلسفى نویسنده : الملا صدرا جلد : 1 صفحه : 230
هذا المفهوم بحسب الحمل الذاتي و ليس عينه بحسب الحمل العرضي. اذ ليس
نفس هذا المفهوم جسما ذا نموّ و اغتذاء و حركة اراديّة و ادراكات جزئيّة و كليّة
بمعنى ان يصدق عليه هذه المعاني و يحمل حملا شايعا و من ارتكب هذا، فقد فارق بديهة
العقل.
و بهذا الأصل يندفع الإشكال المذكور من لزوم كون شيء واحد جوهرا و
كيفا لاختلاف الحملين في الجوهريّة و العرضيّة. و لا حاجة الى ارتكاب عروض مفهوم
العرضيّة لذات الجوهر و حقيقته، كما فعله العلامة الدواني و اتباعه، فان مفهوم
الجوهر ليس فردا لنفسه؛ نعم ماهيّة الجوهر يصدق عليها انها ماهيّة شيء وجوده لا
في موضوع و ليس معناه و لا لازم معناه كون هذه الماهيّة بعينها، بحيث اذا وجدت في
الخارج، كانت لا في موضوع؛ كيف و هذا الوجود أيضا وجود خارجى لأمر قائم بالذهن،
الّا ان ذلك الأمر ماهيّة لشيء آخر، هو من مقولة الجوهر و له ماهيّة اخرى هي من
مقولة الكيف.
و السرّ في ذلك ان كلّ ماهيّة و معنى لشيء، فهو تابع لنحو من انحاء
الوجود، يترتب عليه اثر من الآثار الخارجية و ماهيّة الجوهر امر وجوده لا في
موضوع، فكلّ وجود لا في موضوع، يصدق عليه ماهيّة الجوهر. و لا يلزم ان يصدق على
نفس ماهيّة الجوهر الموجودة في الذهن بوصف الكليّة و المعقوليّة و التجريد عن
الزوائد، ماهية الجوهر بالحمل الشائع الصناعي.
اذ ليست هي في هذا الوجود القائم بغيره بصفة و حالة، ينتزع العقل
منها معنى الجوهريّة و الوجود المستغني عن الموضوع و ان كانت هي بعينها نفس معنى
الجوهريّة بالحمل الذاتي الأولي و هذا و ان كان امرا عجيبا، حيث ان ماهيّة الجوهر
لا يكون جوهرا و معنى الوجود المستغني عن الموضوع لا يكون بصفة، الّا انه ممّا ساق
إليه الفحص و البرهان.
بل نقول: ان الطبائع الكليّة العقليّة من حيث كليّتها و معقوليتها،
لا يدخل تحت مقولة من المقولات و من حيث وجودها في النفس- (اي وجود حالة او ملكة
في النفس يصير مظهرا و مصدرا لها كما سنبيّن)- تحت مقولة الكيف.
نام کتاب : سه رسائل فلسفى نویسنده : الملا صدرا جلد : 1 صفحه : 230