responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : النّفس من كتاب الشّفاء لابن سینا نویسنده : حسن زاده الآملي، الشيخ حسن    جلد : 1  صفحه : 318

يفسد أو يبقى ليس فى المعنى الذى به المركب واحد ، بل فى المادة التى هى بالقوة قابلة كلا الضدين. فليس إذن فى الفاسد المركب لا قوة أن يبقى ولا قوة أن يفسد ، فلم تجتمعا فيه.

وأما المادة فإما أن تكون باقية لا بقوة تستعد بها للبقاء كما يظن قوم ، وإما أن تكون باقية بقوة بها تبقى وليس لها قوة أن تفسد ، بل قوة أن تفسد شىء آخر يحدث فيها. والبسائط التى فى المادة فإن قوة فسادها فى جوهر المادة لا فى جوهرها. والبرهان الذى يوجب أن كل كائن فاسد من جهة تناهى قوّتى البقاء والبطلان ، إنما يوجب فيما هو كائن من مادة وصورة ، وتكون فى مادته قوة أن تبقى فيه تلك الصورة وقوة أن تفسد هى منه ، كما قد علمت. فقد بان إذن أن النفس الإنسانية لا تفسد ألبتة ، وإلى هذا سقنا كلامنا والله الموفق.

وقد أوضحنا أن الأنفس [١] إنما حدثت وتكثرت مع تهيؤ من الأبدان. على أن تهيؤ الأبدان يوجب أن يفيض وجود النفس لها من العلل المفارقة.


[١] قوله ـ رضوان الله تعالى عليه ـ : « وقد أوضحنا أن الأنفس ... » ، اقول هذا شروع فى إبطال التناسخ وخلاصة كلامه فى المقام هو ما ذكره فى التعليقات بقوله : « كلما حدث مزاج صلح لنفس فاحدث لا محالة نفسا ، أو استعدت مادة لقبول صورة نارية أو هوائية أو مائية أو أرضية حدث فيها تلك الصورة من المبادئ المفارقة ، فالقول بالتناسخ يبطل من هذا الوجه » انتهى ( ص ٢٩ ).

وفى النجاة جعل قوله هذا فى إبطال التناسخ إلى آخره فصلا على حدة حيث قال : « فصل فى بطلان القول بالتناسخ ، وقد أوضحنا أنّ الأنفس أنما حدثت ... » ( ص ١٨٩ ط مصر ).

ثم إنّ لنا كلاما فى التناسخ يطلب تفصيله فى تعليقتنا على الأسفار فى المقام.

نام کتاب : النّفس من كتاب الشّفاء لابن سینا نویسنده : حسن زاده الآملي، الشيخ حسن    جلد : 1  صفحه : 318
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست