responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : النّفس من كتاب الشّفاء لابن سینا نویسنده : حسن زاده الآملي، الشيخ حسن    جلد : 1  صفحه : 316

أن تكون النفس تتعلق بالبدن تعلق المتقدم بالذات ، ثم يفسد البدن ألبتة بسبب فى نفسه ، فليس إذن بينهما هذا التعلق. وإذا كان الأمر على هذا ، فقد بطلت أنحاء التعلق كلها وبقى أن لا تعلق للنفس فى الوجود بالبدن ، بل تعلقها فى الوجود بالمبادئ الأخرى التى لا تستحيل ولا تبطل.

وأقول أيضا : إن سببا آخر لا يعدم النفس [١] ألبتة ، وذلك أن كل شىء من شأنه أن يفسد بسبب مّا ففيه قوة أن يفسد ، وقبل الفساد فيه فعل أن يبقى ، وتهيؤه للفساد ليس لفعله أنه يبقى ، فإن معنى القوة مغاير لمعنى الفعل ، وإضافة هذه القوة مغايرة لإضافة هذا الفعل ، لأن إضافة ذلك إلى الفساد وإضافة هذا إلى البقاء. فإذن لأمرين مختلفين ما يوجد فى الشىء هذان المعنيان.

فنقول : إن الأشياء المركبة والأشياء البسيطة التى هى قائمة فى المركبة يجوز أن يجتمع فيها فعل أن يبقى وقوة أن يفسد ، وفى الأشياء البسيطة المفارقة الذات لا يجوز أن يجتمع هذان الأمران.

وأقول بوجه مطلق : إنه لا يجوز أن يجتمع فى شىء أحدىّ الذات هذان المعنيان ، وذلك لأن كل شىء يبقى وله قوة أن يفسد فله أيضا قوة أن


[١] قوله رضوان الله عليه : « واقول ايضا انّ سببا آخر لا يعدم » ، اقول : كلامه دفع دخل مقدر وهو أن يقال إذا فسد البدن بفساد المزاج أو التركيب يمكن أن يكون فساد المزاج والتركيب بسبب فساد النفس من سبب آخر. ثم بفسادها فسد المزاج والبدن. فأجاب بقوله : « إنّ سببا آخر لا يعدم النفس ألبتة ... ». ثم إن كلامه هذا من انّ سببا آخر لا يعدم النفس ناظر الى كلام الفارابى فى رسالته الموسومة باثبات المفارقات. ونحن شرحناها فى الدرس ١٠٤ من رسالتنا فى معرفة النفس.

نام کتاب : النّفس من كتاب الشّفاء لابن سینا نویسنده : حسن زاده الآملي، الشيخ حسن    جلد : 1  صفحه : 316
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست