الأول واحد [١] ، وقابلهما الثانى واحد ، فيجب أن لا تكونا اثنين.
أما على مذهبنا ، فإن هذه الشناعة غير لازمة ، لأن الصورتين عندنا مأخوذتان عن قابلين : أحدهما حاملهما الأول [٢] ، والثانى الجسم الصقيل القابل لشبحهما نوعا من القبول والفاعل [٣] بصورهما فى العين نوعا من الفعل.
ثم العجب [٤] فى أمر الشعاع بعد الشعاع ، فإنه إن كان الأمر على ما قلنا من أن الشعاع الثانى لا يجب أن ينفذ فى الأول ، بل يماسه من خارج فكيف يلامس الشعاع المنعكس المرئى [٥] فرآه [٦] ، وإنما يلامس ما غطّاه من لامسه السابق.
فإن كان يرى ما رآه ذلك بحسب الانفعال منه وقبول ما قبله بسبب الاتصال به ، بطلت شريطة الانفعال على الزاوية المعينة ، وكان أيضا إنما أدرك ما أدرك الأول لا شيئا غيره [٧] بالعدد بوجه من الوجوه ، وإن كان كل يلامس شيئا من أجزاء الشىء غير ما يلامسه الآخر ، فليس ولا واحد منهما بمستقصى الإدراك ولا إدراكهما لشىء واحد [٨].
[١] الحامل الاول هو المادة الخارجية ، والحامل الثانى هو الذهن. فراجع ص ٥٧ ج ٤ ط ١ ـ ج ٨ ص ٢٣٤ ط ٢ من الاسفار. [٢] فى تعليقة نسخة : الحامل الاول هو الشعاع الذى يقع على المرئى مستقيما والحامل الثانى هو الشعاع الذى يقع على المرئى منعكسا. [٣] اى ذلك الجسم الصقيل. [٤] فى تعليقة نسخة : هذا الايراد ايضا على تقدير رؤية الاشباح فى المرايا المتقابلة. [٥] مفعول يلامس. [٦] فيراه ، نسخة. [٧] فى تعليقة نسخة : والحال انه ليس كذلك. [٨] بل جزء من شىء واحد.