فعله بوساطة هذا الجسم ، ويكون هذا الجسم جزءا من جسم الحيوان ، لكنه أول جزء يتعلق به المبدأ ، وليس هو بما هو جسم إلا من جملة الموضوع. فتبيّن أن ذات النفس ليس بجسم ، بل هو جزء للحيوان والنبات ، هو صورة أو كالصورة أو كالكمال.
فنقول الآن : إن النفس يصح أن يقال لها بالقياس إلى ما يصدر عنها من الأفعال قوة [١].
وكذلك يجوز أن يقال لها بالقياس إلى ما يقبلها من [٢] الصور المحسوسة والمعقولة على معنى آخر قوة.
ويصح أن يقال أيضا لها بالقياس إلى المادة التى تحلها فيجتمع منهما [٣] جوهر نباتى أو حيوانى صورة.
ويصح أن يقال لها أيضا بالقياس إلى استكمال الجنس بها نوعا محصلا فى الأنواع العالية أو السافلة كمال ، لأن طبيعة الجنس تكون ناقصة غير محدودة ما لم تحصّلها طبيعة الفصل البسيط [٤] أو غير البسيط [٥] منضافا إليها ؛ فإذا انضاف كمل النّوع. فالفصل كمال النوع بما
[١] لا القوة بالمعنى القابل للفعل ، بل القوة بمعنى المبدأ للفعل. [٢] قوله ـ قدسسره ـ : « بالقياس الى ما يقبلها » فان قابل الصور المحسوسة النفس الحيوانية ، وقابل الصور المعقولة النفس المجردة وهو معنى آخر غير الاول. واعلم انّ القول بقبول النفس غير مقبول فى الحكمة المتعالية لانه مبنى على انّ النفس تنفعل من صور المحسوسات والمعقولات ، واما الحكمة المتعالية فحاكمة بانّ النفس تنشىء الصور فى مرحلة ، واخرى على النحو الذى فوق الانشاء على ما هو مقرر فى محله ومعلوم لاهله. [٣] اى من النفس والمادة. [٤] وفى تعليقة نسخة : كالناطق بالنسبة الى الحيوان. [٥] كالحساس والمتحرّك بالارادة بالنسبة الى الحيوان.