قد[2]بقى الآن أن نشير[3]إلى
سبب الغلط فى حجة حجة من الحجج المقتضية.[4]أما القائلون بالكون و التداخل، و أن الكون ظهور الكامن، فالسبب فى
غلطهم هو ظنهم أنه[5]إذا كان مسلما أن الشىء لا يكون عن لا شىء[6]فقد صح أن كل شىء يكون عن مشابهه[7]فى الطبع، و أنه إذا كان مسلما أن لا شىء[8]لا يكون موضوعا لشىء استحال أن يكون الشىء عن لا شىء.
أما الأول فلنضعه[9]مسلما،
فيجوز أن يكون الشىء لم يتكون عن لا شىء، و لكن تكون[10]عن الشىء، لكن[11]عن
شىء ليس[12]مثله[13]فى النوع و لا مشابهه[14]فى
الطبع، و يكون مع ذلك لم يتكون عن لا شىء.[15]و ما قوله[16][17]فى
اليد و الرجل و فى البيت[18]و
فى الكرسى؟ هل[19]هذه الأشياء متكونة عن لا شىء؟ فإن كانت عن لا شىء[20]فقد بطلت المقدمة. و إن كانت عن شىء، فهل ذلك الشىء مثل أم ليس
بمثل؟[21]و ليس يمكن أن يقال إن الوجه متكون عن الوجه، و الكرسى عن الكرسى،
تكونا[22]بالحقيقة إلا بالعرض، و على أن الشىء عن الشىء يقال كما يقال إن
الكرسى