إن[2]هذا الجسم السماوى يدل الحس على أنه يتضمن أجراما مخالفة[3]له[4]فى النسبة إلى الرؤية. فإن[5]عامته مشف[6]ينفذ
فيه البصر.[7]و فيه أجسام مرئية لذاتها مضيئة، كالشمس و القمر و الكواكب. و بعضها
فى الترتيب فوق بعض؛ إذ نشاهد[8]بعضها
منها يكسف[9]بعضا، و نشاهد بعضها بفعل اختلاف المنظر، على ما تشهد[10]به صناعة الرصد، و بعضها لا يفعل ذلك. و نجد لطائفة من الكواكب، مع
الحركة التي تخصها،[11]وضعا محفوظا لبعضها،[12]عند
بعض، و طائفة تخالف ذلك. و نجدها تتحرك[13]من المشرق إلى المغرب ثم تتحرك أيضا من المغرب إلى المشرق. و ذلك مما
لا يتحقق إلا على وجوه ستعد[14]فى
صناعة بعد هذه الصناعة، فيتحقق من هذا أن هناك حركات مختلفة.
فتبين بهذا الاعتبار أن الكواكب أجرام غير الأفلاك التي تحملها. ثم
نعلم أنها لا محالة من جنس الجوهر[15]الذي
لا يتكون؛ بل من جنس الجوهر المبدع؛ إذ قد[16]قلنا إن المتكونات ما حالها، و اتضح من ذلك أن المتكونات لا تتخلل[17]الأجسام غير[18]المتكونة
تخللا[19]كالشىء الغريب فتكون،[20]لا
محالة، بسيطة؛ إذ المركبات متكونة، فتكون أشكالها كرية، على ما يرى بالحقيقة.