نام کتاب : الشفاء - الطبيعيات نویسنده : ابن سينا جلد : 2 صفحه : 30
و لا محالة[1]أن
لذلك الجسم مادة، لم يخل: إما أن تكون[2]تلك
المادة، قبل حدوث صورة جوهر الفلك، خالية، أو تكون لابسة[3]لصورة[4]أخرى.
فإن كانت خالية كانت مادة بلا صورة البتة، و هذا محال.
و إن كانت[5]لابسة[6]لصورة أخرى، فلا تخلو إما أن تكون[7]مضادة لهذه الصورة لا تجامعها،[8]و ترتفع بحدوثها، فيكون للصورة[9]الفلكية[10]ضد، و ليس لها ضد، أن تكون تلك الصورة لا تنافى الصورة الفلكية؛ بل
تجامعها، فنكون تلك هى الصورة الفلكية المقوّمة لمادة الفلك، و هذا أمر طارئ و لا
حق مما تتقوم[11]مادة الفلك دونه بتلك الصورة، فلا تكون[12]هذه صورة الفلك. و القوة الأولى فيه لا يكون[13]حدوثها كونا للفلك؛ بل استكمالا للجوهر الفلكى.
ثم ننظر[14]أنه هل تكون[15]المادة
الفلكية، مع تلك الصورة قابلة للحركة المستقيمة و غير ذلك، أو لا تكون.[16]فإن لم تكن؛[17]بل
كانت، مع تلك الصورة، لازمة لحيز التحديد[18]غير منخرقة،[19]و
لا قابلة للعوارض التي تتعلق[20]بالحركة
المستقيمة، فقد كان الفلك موجودا قبل تكونه.[21]و إن لم يكن كذلك؛ بل كان فى ذلك الوقت، غير لازم[22]لحيز التحديد، و قابلا للمستقيمات، و لم يكن مع وجود الحركات
المستقيمة و إمكانها،[23][24]يحدد حيز، و هذا خلف.
و بالجملة،[25]فإن
الذي تتحدد به الجهات للحركات المستقيمة لا يجوز أن لا يكون[26]موجودا و تكون[27]المستقيمات
موجودة؛ بل الحق أن مادة الصورة الفلكية موقوفة