نام کتاب : الشفاء - الطبيعيات نویسنده : ابن سينا جلد : 2 صفحه : 29
فالنوعى المتخصص لا يجوز أن يكون لازما للضدين. و الحركة[1]المستديرة المشار إليها هى نوعية؛ بل شخصية، فلا تكون[2]لازمة لطبيعته[3]و
لضدها. فبقى أن يكون اللازمان متقابلين، و محال أن يتقابلا كالمضافين؛ إذ فعل الضد
و عارضه لا يشترط فى[4]وجوده له أن يكون مفعولا بالقياس إلى ماهية ما يعرض عن ضده، و لا
مشترطا فى وجوده أن يكون معه. و محال أن يكون يتقابل[5]كالعدم و الملكة، حتى يكون أحدهما لازما،[6]و هو الحركة المستديرة، و الآخر إنما يلزمه[7]عدم هذه الحركة، و لا يلزم عنه حركة أصلا، التي لو لزمت لكانت مقابلة[8]له. فيكون الآخر إذا وجد القوة المضادة للقوة الفاعلة[9]المستديرة حاصلة فى المادة، فكانت[10]المادة المتجسمة بها لا مبدأ حركة فيها[11]البتة، و هذا محال؛ أو يكون مبدأ حركته[12]قوة و صورة[13]غير
تلك القوة المضادة للصورة التي هى مبدأ المستديرة،[14]و يكون[15]فى جسم واحد مبدأ مسكن و مبدأ محرك، و هذا محال؛ بل يكون الجسم
البسيط إنما يتقوم بصورتين. و هذا، كما بيناه، محال.
فإذا لم يكن ضدها يفعل فعلا عدميا و لا مضافا، و الإيجاب و السلب[16]لا يليق بهذا الموضع، بقى أن يفعل فعلا مضادا أو متوسطا، و إذا كان
متوسط[17]موجودا كان مضاد لا محالة موجودا و كان له[18]مبدأ؛ فكان[19]الضد
فى الطبيعة عن القوة المحركة على الاستدارة.[20]فكان ذلك أولى أن يكون ضدا.
على أنه لا واسطة بين حركة مستديرة و بين[21]كل ما يفرض ضدا لها و قد تبين[22]هذا من قبل. فبين أن الصورة الفلكية البسيطة لا مضاد لها. فبالحرى أن
لا يكون الفلك متكوّنا من[23]بسيط؛
بل هو مبدع؛ و ذلك لأنه إن كان متكوّنا عن[24]جسم آخر،