نام کتاب : الشفاء - الطبيعيات نویسنده : ابن سينا جلد : 2 صفحه : 215
الفصل الرابع[1]فصل
فى[2]تعريف[3]ما
يقال من أن الأجسام كلما ازدادت عظما[4]ازدادت
شدة و قوة
[5]و
لهذه[6]العناصر بل و للمركبات شىء آخر نظير ما ذكرناه، و هو أن الكمية إذا
ازدادت ازدادت الكيفية.[7]فإن
النار إذا عظمت؛ و أدخل فيها حديدة، فإنما تماس[8]الحديدة منها سطحا مثل السطح الذي تماسه[9]من النار الصغيرة. لكن سطح النار الكبيرة يحمى فى زمان غير محسوس، و
سطح النار القليلة يحمى بعد حين.
و كذلك الشىء الذي يلقى فى ملح قليل فإنه لا يتملح، كما يتملح إذا
ألقى فى الملاحة فى[10]مدة قليلة.
فبين أن كيفية الأعظم أشد كيفية من[11]الأصغر. فمن الناس من يظن أن السبب فى ذلك ليس هو لأن الأعظم أشد
كيفية، و لكن الأعظم تتدارك أجزاؤه البعيدة ما يعرض للأجزاء القريبة من المنفعل.
فإن هذا المنفعل لا محالة، كما تأثر بمادته[12][13]فقد يؤثر بصورته.[14]فإن
الفاعل فى الطبيعيات منفعل.[15]فإذا
انفعلت الأجزاء القريبة من الفاعل الكبير[16]عن