نام کتاب : الشفاء - الطبيعيات نویسنده : ابن سينا جلد : 2 صفحه : 21
فى طباع الماء[1]عن
أن تنال[2]بتدافع أجزائه إلى المركز، تدافعا[3]مستويا. فحينئذ يكون بعد سطحه عن المركز بعدا واحدا، فيكون مستديرا.
و أما الجسم اليابس فينثلم، و لا يستوى عن انثلامه[4]بالسيلان. و الذي ينطبق عليه من الرطب يتشكل بشكله. فيكون الجسم
اليابس يلزمه أن تنثلم[5]استدارة
سطحه.
و أما الرطب فيلزمه ذلك من حيث يلى اليابس[6]و ينطبق عليه، و لا يلزمه من حيث لا يلى اليابس.[7]لكن اليابس، و إن كان كذلك، فليس يبلغ أن يخرج جملته، عن كرية
تلحقها،[8]خارجا عنها، هذه التضاريس. و هذا سيتضح فى العلم الرصدى من التعاليم.[9]فهذه الأجسام كرات بعضها فى بعض، أو فى أحكام كرات، و جملتها كرة
واحدة.
و كيف لا، و الميل إلى المحيط متشابه،[10]و الهرب عنه إلى الوسط[11]متشابه.
و الوسط المتشابه[12]يوجب شكلا مستديرا، كما[13]أن
اللقاء المتشابه المستدير[14]يوجب
شكلا مستديرا، و لو كان بيضيا و عدسيا[15]فيتحرك[16]البيضى، لا على قطره الأطول،[17]و العدسى لا على قطره الأقصر، حركة وضعية، وجب من ذلك أن يكون متحركا
فى خلاء موجود ضرورة، و لو تحركا على القطرين المذكورين لم تكن[18]حركتهما فى الخلاء. و لكن[19]كان فرض حركة لهما غير تلك[20]الحركة، و فرض إزالة قطريهما[21]عن وضعه، يقتضى خلاء ضرورة.
و أما الحركة المستديرة فى جسم مستدير فلا توجب[22]ذلك بإيجاب و لا يوجبه فرض.[23][24]و نحن فى هذا الحيز الذي نحن فيه[25]نجد الأجسام بالقسمة الأولى[26]على قسمين:[27]