اثنتان منها فاعلتان،[3]و
هما الحرارة و البرودة، و لكونهما فاعلتين[4]ما[5]تحدان[6]بالفعل،[7]بأن يقال إن الحرارة هى التي تفرق بين المختلفات، و تجمع بين
المتشاكلات، كما تفعله[8]النار.
و البرودة هى التي تجمع بين المتشاكلات و غير المتشاكلات كما يفعل الماء.[9]و اثنتان منفعلتان و هما[10]الرطوبة
و اليبوسة. و لكونهما منفعلتين ما[11]تحدان[12]بالانفعال فقط.[13]فيقال
إن الرطوبة هى الكيفية التي بها يكون الجسم سهل الانحصار[14]و التشكل بشكل الحاوى الغريب،[15]و سهل الترك له. و اليبوسة هى الكيفية التي بها يعسر انحصار[16]الجسم و تشكله من غيره، و بها يعسر تركه[17]لذلك[18]. و
لذلك[19]فإن الجسمين الرطبين يسهل اتصالهما[20]مع التماس، و يصعب، أو لا يمكن، تفريقهما[21]عن التماس المحفوظ إلى أن يتفرقا بل[22]عن الاتصال بسهولة جدا. و اليابس بالخلاف من ذلك.[23]فلهذا ما تسمى[24]تانك
فاعلتين[25]و هاتان منفعلتين،[26]و
إن كان[27]الحار و البارد كل واحد منهما يفعل فى الآخر. كما ينفعل منه.[28]و كذلك كل واحد من الرطب و اليابس يفعل فى الآخر، و ينفعل منه. لكنه
إذا قيس الحار و البارد إلى الرطب و اليابس وجد الرطب[29]و اليابس لا يؤثران فيهما، و وجدا يؤثران فى الرطب و اليابس، مما
نعلمه[30]بعد[31]من حال الحل و العقد و غير ذلك.