نام کتاب : الشفاء - الطبيعيات نویسنده : ابن سينا جلد : 1 صفحه : 171
و الأيام كالاثنين و الثلاثة و الأربعة و العشرة فى العدد، و الحركة
فى الزمان كالعشرة الأعراض فى العشرية، و المتحرك فى الزمان مثل الموضوع للأعراض
العشرة فى العشرية، و لأن السكون إما أن يتوهم مستمرا ثابتا أبدا، و إما أن يتوهم
بحيث يعرض له تقدم و تأخر بالعرض، و ذلك بسبب الحركتين اللتين يكتفيانه، إذ السكون
عدم حركة[1]فيما من شأنه أن يتحرك لا عدم الحركة مطلقا، فلا يبعد أن يكون[2]بين[3]حركتين، فمثل هذا السكون له بوجه ما تقدم و تأخر، فهو أدخل[4]وجهى السكون فى الزمان دخولا بالعرض و التغيرات[5]التي تشبه الحركة[6]المكانية
فى أنها تبتدئ من طرف إلى طرف، كما تأخذ التسخن[7]من طرف إلى طرف[8]، هى[9]داخلة فى الزمان لأجل أن لها تقدما و تأخرا. فإذا كان تغير ما يأخذ
المتغير[10]كله جملة فيذهب إلى الاشتداد أو النقص[11]، فإن[12]له من الاتصال الاتصال الزمانى فقط، فإن[13]له تقدما و تأخرا فى الزمان فقط. و لذلك[14]ليس له فاعل الزمان الذي هو اتصال الحركة فى مسافة أو شبه مسافة و هو
مع ذلك ذو تقدم و تأخر[15]، فهو متعلق بالزمان، فوجوده
بعد وجود علة الزمان و هو الحركة التي[16]فيها
انتقال. فهذه[17]التغيرات[18]تشارك
الحركات المسافية فى أنها تتقدر[19]بالزمان،
و لا تشاركها فى أن الزمان متعلق الوجود بها معلول لها، فإن هذا للمسافيات وحدها.
و قد علمت غرضنا فى قولنا الحركات المسافية. و أما الأمور التي لا
تقدم فيها و لا تأخر بوجه فإنها ليست فى زمان، و إن كانت مع الزمان، كالعالم فإنه
مع الخردلة و ليس[20]فى الخردلة[21]. و
إن كان شيء[22]له من جهة تقدم و تأخر، مثلا من جهة ما هو متحرك و له جهة أخرى لا
تقبل التقدم و التأخر، مثلا من جهة ما هو ذات و جوهر فهو من جهة ما لا يقبل تقدما
و تأخرا ليس فى زمان، و هو من الجهة الأخرى فى الزمان. و الشيء الموجود مع الزمان
و ليس فى الزمان فوجوده مع استمرار الزمان كله هو الدهر، و كل استمرار وجود واحد
فهو فى الدهر[23]، و أعنى بالاستمرار وجوده[24]بعينه كما هو مع كل وقت بعد وقت على الاتصال، فكأن الدهر هو قياس
ثبات إلى غير ثبات، و نسبة هذه المعية إلى الدهر كنسبة تلك الفينة[25]من الزمان و نسبة الأمور الثابتة بعضها إلى بعض.