responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا    جلد : 9  صفحه : 28

و إن صارت في حياتها الدنيوية أبخس مما كانت و أشقى لكنها مع‌ [1] ذلك زالت عنها القوة و الإمكان و بطل عنها الاستعداد و بلغت حد الكمال في الشقاوة.

و منها أن الفسقة و الجهال ربما قلت شواغلهم الحسية

لنوم أو مرض كما للممرورين فيطلع نفوسهم أمورا غيبية و ذلك لاتصالها بعالم القدس فلما جاز للأشقياء بمفارقة البدن أدنى مفارقة الاتصال بالمبادي و الاستسعاد [2] بها حين اقترافها بالمعاصي و الشهوات فعند فساد البدن و انقطاعها بالكلية عن شواغله و عدم اشتغالها بشي‌ء من أفعاله الطبيعية و الحسية كان ذلك الاتصال أولى فأين يتحقق الشقاوة و النكال و العقوبات التي توعد عليها في لسان الشرائع الحقة و النبوات فلا محالة ينبغي أن لا ينقطع علاقة الأشقياء و العصاة عن الأجرام لحصول العقاب بسبب اقتراف الخطيئات فلا بد أن تنتقل نفوس العصاة و المذنبين إلى شي‌ء من الحيوانات المعذبة في الدنيا على حسب أخلاقهم و عادتهم المناسبة لذلك الحيوان لتبقى معذبة جزاء لأعمالهم.

الجواب لا نسلم أن نفوس الأشقياء تتصل عند قلة شواغلهم البدنية بالمبادي العالية بل غاية ما يصل إليه نفوس الممرورين و النائمين و ما يجري مجراهم من الكهنة و المجانين بعض البرازخ المتوسطة بين هذا العالم و عالم القدس و لا نسلم أيضا أنه إذا جاز اتصال نفوس الأشقياء في هذه النشأة بذلك العالم لقلة الشواغل و تعطل الحواس‌


[1] إذا قررت الشبهة بأن النفوس بالقوة في أول الفطرة و صارت في الآخر أشد قوة- فهذا الدفع يزيلها و أما إن قررت بأن النفوس في أول الفطرة كانت ضعيفة الشوق و العشق إلى عالم الصورة و نشأة المواد و في الآخر صارت أنقص و أبخس لاشتداد شوقها و عشقها إليهما و رسوخ علاقتها بهما و إخلادها إلى الأرض و اتباع الهوى فلا تدفع بخروجها من القوة إلى الفعل و الجواب الحاسم لمادتها حينئذ أن يقال أشدية احتياجها و أقوائية انجذابها إلى المواد البدنية لا تقتضي النقل في عالم الطبيعة لأن عشقها هنا أيضا أنما هو بالصور لا بالمواد بما هي مواد إذ المادة بما هي مادة لا تليق العشق و الانجذاب و عالم الصورة و المقدار لا تنحصر في هذا العالم لمكان عالم المثال و لعل الذي اعترف بقوة الشبهة أراد التقرير الذي قررناها به و ليست بتلك القوة لما ذكرناه، س ره‌

[2] كذا في النسخ و قد ذكر الأستاذ رحمه الله أنه غلط و الصحيح الالتذاذ و التلذذ- كما وقع في المبدإ و المعاد في هذا المقام التلذذ، ط مد

نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا    جلد : 9  صفحه : 28
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست