نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا جلد : 8 صفحه : 97
من أن النمو حركة متصلة في الكم و الحركة معناه خروج الشيء من القوة
إلى الفعل- على سبيل التدريج و معنى التدريج هاهنا أن يكون للمتحرك في كل آن فردا
آخر من المقولة فليس في حركة النمو مقدار ثابت و مقدار آخر وارد عليه سواء كان
بالمداخلة أو بغير المداخلة
فصل (6) في سبب وقوف القوى كالنامية و الغاذية في ضرورة الموت
و لنذكر أولا ما وقع الاحتجاج به من القوم في هذا الباب ثم نذكر
قاعدة كلية- من العلم الإلهي و الفلسفة الكلية التي أفادنا الله ينكشف بها هذا
المطلب و نحوه.
فالذي ذكروه في وقوف النامية
أن الأبدان مخلوقة من الدم و المني فلا محالة يكون كل مولود جسما
رطبا كما هو مشاهد في الأجنة التي في بطون أمهاتها ثم لا يزال يستولي عليه الجفاف
يسيرا يسيرا و قد عرفت أن النمو لا يحصل إلا عند تمدد الأعضاء- و ذلك بنفوذ الغذاء
في المسام كما هو المشهور و ذلك لا يمكن إلا إذا كانت الأعضاء لينة- فأما إذا صلبت
و جفت لم يكن ذلك فلا جرم يستمر النمو من أول الولادة إلى آخر الوقت الذي تصلب
الأعضاء و جفت فحينئذ تقف النامية هذا ما ذكر في سبب وقوف النامية.
و أما الذي قالوه في وقوف الغاذية و حلول الأجل فوجوه
الأول أن القوة الغاذية قوة جسمانية
فلا يكون أفعالها إلا متناهية و هذا منقوض بالنفوس الفلكية لأنها قوى
جسمانية سيما عند أصحاب المعلم الأول القائلين بأن نفوسها قوى منطبعة في أجسامها
مع أنها غير متناهية الأفعال عندهم و الذي وقع الاعتذار من الشيخ الرئيس عنه هناك
أنها و إن كانت جسمانية لكنها لما سنح عليها من نور العقل المفارق- تكون قوية على
الأفعال الغير المتناهية فكتب تلميذه بهمنيار إليه فقال إذا جوزت ذلك فلم لا يجوز
أن تكون القوى البدنية و إن كانت متناهية إلا أنها تقوى على أفعال غير متناه لما
سنح عليها من أنوار العقل المفارق[1]فأجاب
عنه أن ذلك محال لكون البدن مركبا من
[1]محصوله أن القوى الجسمانية من حيث إنها جسمانية لا يمكن أن
تكون مؤثرا تأثيرا غير متناه و أما من جهة اتصالها بالمعلومات و المجردات فيمكن
فيها ذلك فإنها بذلك الاتصال تكون من القوى و الآلات لها لكن لما كانت لتلك القوى
من جهة أخرى اتصال بالمادة و الجسم فاستمرار إمداد العلميات فيها منوط باستمرار
وجود القابل لكن القابل إذا كانت أجزاؤها متضادة متداعية إلى الانفكاك فلا يقبل
الدوام و إلا لزم تعطيل تلك الأجزاء- عما تقتضيها طبائعها و قسرها إلى خلافه و ذلك
باطل على ما أدت إليه أنظار الحكماء، م ره
نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا جلد : 8 صفحه : 97