نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا جلد : 8 صفحه : 6
البرهان على وجودها مطلقا و الحد لماهيتها نفسا فإن البسيط[1]و إن لم يكن له حد و لا عليه برهان من
جهة هوية ذاته البسيطة و لكن من جهة فعله أو انفعاله مما يقبل التحديد و يقام عليه
البرهان فهكذا شأن النفوس و الصور بما هي نفوس و صور
أما البرهان على وجودها
فنقول إنا نشاهد أجساما يصدر عنها الآثار لا على وتيرة واحدة من غير إرادة
مثل الحس و الحركة و التغذية و النمو و توليد المثل و ليس مبدأ هذه الآثار المادة
الأولى لكونها قابلة محضة ليست فيها جهة الفعل و التأثير و لا الصورة الجسمية
المشتركة بين جميع الأجسام إذ قد يوجد أجسام تخالف تلك الأجسام في تلك الآثار و هي
أيضا قد لا تكون موصوفة بمصدرية هذه الأفعال فإذن في تلك الأجسام مباد غير جسميتها
و ليست هي بأجسام فيها و إلا فيعود المحذور فإذن هي قوة متعلقة بتلك الأجسام و قد
عرفت في مباحث القوة و الفعل أنا نسمي كل قوة فاعلية يصدر عنها الآثار لا على
وتيرة واحدة نفسا و هذه اللفظة اسم لهذه القوة لا بحسب ذاتها البسيطة بل من
[1]إن قلت النفس و إن كانت بسيطة بمعنى أن ليس لها أجزاء
خارجية و لا أجزاء مقدارية إلا أن لماهيتها النوعية كما هو المشهور أجزاء يمكن
التحديد بها و لو سلم أن ليس لها ماهية لكن يقام عليها البرهان المأخوذ من الفاعل
و الغاية كما أن أنحاء الوجود بسائط إلا أنها مجعولة بالذات و إن لم يقم عليها
البرهان المأخوذ من العلة المادية و الصورية قلت إن البسيط الحقيقي الذي كالوجوب
الذاتي أو الوجود المطلق لا مبدأ له يحد و يقام عليه البرهان باعتبار فعله و الانفعال
منه لا بحسب ذاته- فهكذا شأن النفوس و الصور بالطريق الأولى و الصور عبارة أخرى
للنفوس على ما يجيء بعد أسطر أو المراد به ما به الشيء بالفعل فيشمل العقول و
لفظ انفعاله محذوف من باب الحذف و الإيصال كقوله تعالىوَ اخْتارَ مُوسى قَوْمَهُوجه آخر النفوس و الصور فصول حقيقية و الفصول عنده وجودات و الوجود
بما هو وجود لا حد له و لا برهان عليه و قد حققنا في حواشينا على الشواهد الربوبية
معنى كون الفصل الحقيقي وجودا- من شاء فليراجع إليه و حينئذ فالصورة بمعناها
الأشهر وجه آخر النفس الناطقة عنده و عند الشيخ الإشراقي روح الله روحه لا ماهية
لها فلا حد لها و كذا لا برهان عليها باعتبار باطن ذاتها الخفية بل الأخفى و أمر
الصورة و الانفعال حينئذ كما في الوجه الأول فتأمل، س ره
نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا جلد : 8 صفحه : 6