responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا    جلد : 8  صفحه : 398

عن المادة فالفاعل للنفس الناطقة أمر قدسي مفارق عن المادة و علائقها سواء كان صورة أو نفسا أخرى و ذلك الأمر المفارق هو المسمى بالعقل الفعال عند الحكماء- و عند الأوائل و عظماء الفرس سمى روان‌بخش بلغتهم و وجه التسمية بالعقل أنه صورة مجردة معقولة لذاته بذاته فإن كل مجرد عن المادة كما مر في مباحث العقل و المعقول- يجب أن يكون عاقلا لذاته و أن عقله لذاته نفس وجود ذاته لا لأجل حضور صورة أخرى فذاته عقل و عاقل و معقول و إنما سمي بالفعال لوجوه ثلاثة- أحدها أنه موجد أنفسنا و مخرجها من حد العقل بالقوة إلى حد العقل بالفعل- و ثانيها أنه‌ [1] بالفعل من جميع الوجوه ليس فيه شي‌ء بالقوة و هو كل المعقولات- بل كل الموجودات بوجودها العقلي فأطلقوا عليه فعال مبالغة في الفعل فعلى هذا كل عقل فعال.

و ثالثها [2] أنه الموجد لهذا العالم و مبدأ صورها الفائضة منه على موادها.


[1] بأن يكون فعال بمعنى النسبة إلى الفعل لا مبالغة فاعل كالتمار و اللبان و نحوهما، س ره‌

[2] فيه أن هذا يستقيم على مذهب المشاءين إذ عندهم فاعل النفوس و مخرجها من القوة إلى الفعل هو العقل الفعال و يعنون به العقل العاشر و هو أيضا فاعل هذا العالم بإذن الله تعالى و قالوا إليه مفوض كدخدائية أي تصرف عالم العناصر و أما عند الإشراقيين و المصنف قدس سره ففاعل النفوس الإنسية مخرجها من القوة إلى الفعل هو رب النوع الإنساني مبادي صور الأنواع الأخر التي في هذا العالم أصحاب أنواعها لا صاحب النوع الإنساني و لا العقل العاشر لأنهم و إن قالوا بالطبقة الطولية من العقول كما قالوا بالطبقة العرضية إلا أنهم لم يحددوا الطولية في مبلغ معين كعشرة و عشرين بل قالوا يبلغ الأنوار القاهرة في مراتب التنزلات و الاصطكاكات إلى نور لا يفيض منه النور كما في مراتب الأضواء الحسية من الضوء الأول و الثاني و الثالث إلى أن ينتهي إلى ضوء ضعيف لا يفيض منه ضوء أصلا مع أن أنواع هذا العالم نفسا كانت أو جسما مستندة إلى الطبقة المتكافئة لا إلى الطبقة المترتبة على أنه قدس سره قال 398 في مبحث المعاد الروحاني في كل نوع من أنواع الكائنات لا بد من واسطة مناسبة من الصور المجردة و الجواهر العقلية و هم الملائكة المقربون المسمون عند الأوائل بأرباب الأنواع و عند الأفلاطونيين بالمثل الأفلاطونية و الصور الإلهية انتهى و هو كما ترى يناقض ما ذكره هنا و يمكن التوفيق بين كلاميه بأن المراد بالعقل الفعال الموجد المخرج للنفوس من القوة صاحب النوع الإنساني و كونه موجدا لهذا العالم و مبدأ لصورها الفائضة منه على المواد باعتبار اشتمال صنمه على جميع الأصنام- و اشتمال صاحبه على الجهات الفاعلية النورية التي في جميع الأرباب فإن نسبة صاحبه إلى تلك الأرباب كنسبة صنمه إلى أصنامها فهو موجد لهذا العالم و صوره و لكن لها بما هي في صراط الإنسان و بعبارة أخرى للمأخوذات لا بشرط بالنسبة إليه لا للمأخوذات بشرط لا و إن كانت الماهيات محفوظة و الوجودات ما به الامتياز فيها عين ما به الاشتراك- و الكل مخلوقة من فضالة طينته بل كأنها المراء له، س ره‌.

الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة ؛ ج‌8 ؛ ص399

 

نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا    جلد : 8  صفحه : 398
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست