نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا جلد : 8 صفحه : 369
عقليا فتكثرت و تنزلت في هذا العالم و صارت لضعف تجوهرها متشبثة
بأبدان طبيعية ساكنة في منازل سفلية فليس في هذين الأمرين انقلاب في الحقيقة على
الوجه المستحيل فإن للأشياء النوعية و المفهومات المحدودة كالإنسان و الفلك و
الأرض و الماء و غيرها أنحاء من الوجود و أطوارا من الكون بعضها طبيعية و بعضها
نفسية و بعضها عقلية و بعضها إلهية أسمائية فإنك إذا تعقلت أو تخيلت أرضا أو سماء
فقد حصلت في عقلك سماء عقلية- و في خيالك سماء خيالية كل واحدة من الصورتين سماء
بالحقيقة لا بالمجاز كما أن التي في الخارج عنك سماء بل الصورتان[1]الأوليان أحق باسم السماء و أولى من التي
في الخارج لأن التي في الخارج مموهة مغشوشة بغواشي زائدة و أمور خارجة عن ذاتها- و
أعدام و ظلمات و أمور زائلة سائلة متجددة و كذا الحال في كل نوع من الأنواع
الطبيعية- فالكل في قضاء الله السابق على وجه مقدس عقلي فأي مفسدة في أن يكون
للنفوس- التي هي صور بعض الأنواع الطبيعية كينونة على نحو آخر في العالم العقلي و
من[2]زعم أن كون
معنى واحد موجودا بوجودات متعددة متخالفة النشآت يوجب قلب الماهية و بطلان الحقيقة
فليمتنع عنده العلم بحقيقة شيء من الأشياء فإن العلم بالأشياء[3]الغائبة عبارة عن وجود صورتها المطابقة
لها عند العالم و تلك الصورة للشيء قد تكون عقلية و قد تكون خيالية و قد تكون
حسية حسب درجات قوة العالم بها فالعالم
[1]فالصور المادية أظلال الصور الذهنية بعكس ما هو المشهور و
إليه يشير قوله ع و فيك انطوى العالم الأكبر، س ره
[2]و هؤلاء هم الذين أنكروا كون الشيء ذا مراتب متفاوتة في
أطوار مختلفة مع أصل محفوظ و سنخ باق فيها كالطبيعة المقولة بالتشكيك التي لها عرض
عريض مرتبة وراء العرض الأفرادي الذي يشاركها فيه الطبيعة المتواطئة و الذين
أنكروا الحركة الجوهرية- و التبدل الذاتي بنحو السيلان مع بقاء الموضوع على ما
حققه المصنف قدس سره فيمتنع عندهم العلم بحقيقة شيء و كذا يمتنع عندهم الوجود
الذهني و هؤلاء نشأتهم نشأة الاختلاف و نظرهم مقصور على روية المفاهيم و الصور لا
يرون الوجود و المعنى فهم في الحقيقة أهل التكثير لا التوحيد إذ يقصر نظرهم عن أن
يكون المعنى الواحد الذي هو رباط الصور المتفننة قبله قلوبهم و الوجود الذي هو
كخيط يمسك المفاهيم المفطورة على التشتت عن الانفصام نصب أعين أفئدتهم فول وجهك
شطره و اعرف قدره، س ره