نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا جلد : 8 صفحه : 252
نارا أراد بها ما مر ذكره- و من جعلها هواء فلعله أراد به الشوق و
المحبة فإن النفس عين المحبة ثم التعبير عن المبدإ الأول بالعشق مما شاع في كلام
العرفاء و للناس فيما يعشقون مذاهبو من جعلها ماء فأراد به عين ماء الحياة الذي
به حياة كل شيء ذي نفس- كما قال تعالىوَ جَعَلْنا مِنَ الْماءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍو النفس حياة الجسم كما أن العقل حياة النفس و
لهذا عبر بعض الأوائل عن العقل الكل بالعنصر الأول و جعله ماء و ربما كان المراد
بالعنصر الأول الوجود الفائض منه تعالى على الموجودات كلها على الترتيب- و من
سماها أرضا فلكونها في ذاتها قابلة للعلوم و الصور الإدراكية الفائضة عليها من
سماء العقل فالنفس القابلة للصور العلمية أرض الحقائق في مرتبة كونها عقلا
هيولانيا- فيفاض عليها المعارف العلمية النازلة من سماوات العقول الفعالة كما تنزل
الأمطار التي بها يحيى الأرض بعد موتها و قد ورد في الحديث
: إن القلوب يحيى
بالعلم كما يحيي الأرض بوابل السماء
.و من رأى أن المبادي هي الأعداد
و جعل النفس عددا أراد من العدد كما أراد أصحاب فيثاغورث و تأويل
كلامهم[1]أن المبدأ
الأول واحد حقيقي و هو مبدأ الأشياء كما أن الواحد العددي مبدأ الأعداد لكن
المبدئية و الثانوية و الثالثية و العشرية في هذه الأعداد الجسمانية الكمية ليست
ذاتية لهذه الوحدات فكل ما صار أولا يمكن له أن يصير ثانيا و الثاني منها يجوز أن
يكون أولا بخلاف المبدإ الأول تعالى فمبدئيته و أوليته عين ذاته و كذا ثانوية
العقل الأول عين ذاته لا يتبدل و كذا مرتبة النفوس بعد مرتبة العقول فإطلاق العدد
على المبادي العقلية و النفسية من جهة ترتيبها في الوجود ترتيبا لا يمكن تبدله
فالعددية فيها ذاتية و في غيرها عرضية فهي الأعداد بالحقيقة
[1]و يمكن تأويل آخر و هو أنه لما لم يكن للمبدإ الأول ماهية
وراء الوحدة فهو الوحدة القائمة بذاتها واحدة صارت مبدأ الاثنين و هو العقل لأنه
مركب من ماهية و وجود- و الاثنان صار مبدأ للثلاثة و هي النفس لأن لها وراء الوجود
و الماهية تعلقا بالمادة تدبيريا- ثم صارت الثلاثة مبدأ الأربعة و هي الطبع لأن له
وراء التعلق التدبيري و التصرف التسخيري تعلقا انطباعيا و إضافة حلولية و إلى هنا
تم المبادي الفاعلية، س ره
نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا جلد : 8 صفحه : 252