نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا جلد : 8 صفحه : 248
طبيعي له ذات واحدة و صورة واحدة و هي وجوده و بها هويته و شخصيته
فمن حيث كونها مبدأ الحركات و الانفعالات المادية طبيعة و من حيث إدراكها و
تدبيرها نفس.
و أيضا قد علمت في الفصل السابق أن النفس التي فينا هي بعينها مبدأ
الحس و الحركة و التخيل و الوهم و التعقل كل ذلك بالبرهان فقد ثبت و تحقق حقية
كلام الأقدمين أن المحرك الأول للحركات الذاتية أمر متحرك لذاته يعني بهويته و
وجوده- و أن النفس هي المحركة الأولية فيما له نفس إليها يتراقى التحريك من
الأعضاء بالعضل و الأعصاب و ذلك من حيث كونها عين الطبيعة المتجددة الهوية لذاتها
و بها يقع جميع الحركات و الاستحالات حتى القسرية و الاتفاقية و الإرادية لما مر
أن مرجعها إلى الطبيعة و النفس
و أما قولهم إن ما يتحرك لذاته فهو لا يموت
فكلام حق لأن مرادهم منه أن ما ينبعث حركته من ذاته و مقوم صورته لا
من غير لا يموت فالأجسام بما هي أجسام مائتة[1]لأن مبدأ حركاتها أمر خارج عن جسميتها أعني الجسم بالمعنى
الذي هو مادة- و كل ما ينبعث الحركة من ذاته فهو لا محالة متوجه إلى الكمال الذاتي
الجوهري- و كل ما يتوجه[2]نحو
الكمال بحسب الفطرة الأولى فهو لا يموت بل يتحول من نشأة إلى نشأة أخرى و من دار
إلى دار أعلى و الحركة المنبعثة[3]عن
الذات ليست
[1]حتى الفلك بما هو جسم فقط لأن مبدأ حركته نفسه أو طبيعته
التي هي عين نفسه كما سيجيء و كلتاهما خارجتان عن الجسم بشرط لا و إن لم تكونا
خارجتين عن الجسم لا بشرط لحمله عليهما، س ره
[2]و ذلك لأن الطلب إذا كان في جبلة الشيء و فطرته الأولى
يوصله إلى المطلوب و إلا لكان إيداعه فيه عبثا و المطلوب للنفوس الحية التي أرادوا
بالحركة الذاتية حركتها كما حصرها المصنف فيها دائم لا يفوت لأنه إما الحق و
المفارقات العقلية أو عالم النفوس الخيالية و الوهمية من الصور المجردة من المادة
دون المقدار- و الجميع دائمة بدوام الحق تعالى شأنه، س ره
[3]قسم المتحرك إلى ستة أقسام ثلاثة منها حركتها منبعثة من
خارج فمثل الحركات الأينية لمصادفة الحالة الغير الملائمة بل هذه الحركة لعدم
الحركة و حركات المركبات أيضا من الكيفيات الأربع الخارجة كحرارة الأشعة السماوية
و الحرارة الغريزية و غيرهما- و حركة الطبائع جوهرية و إن كانت ذاتية إلا أن
التضاد يفسدها و أما النفوس الثلاث فحركتها ذاتية و لا تضاد لها فهي دائمة، س ره
نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا جلد : 8 صفحه : 248