responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا    جلد : 8  صفحه : 215

يقتضي حضورهما لا إدراكهما إذ لا يجب أن يكون كل حاضر متصرف فيه مدركا.

و عن الثاني أن الشي‌ء الواحد يمكن أن يكون مدركا و متصرفا من وجهين مختلفين أحدهما بحسب ذاته و الآخر [1] بحسب آلته أو كلاهما بحسب آلتين- و موضع تصرف هذه القوة هو الجزء الأول من التجويف الأوسط و هي قوة للوهم و بتوسطه للعقل.

و أما القوة الوهمية

فقد احتجوا على مغايرتها بأن قالوا إنا نحكم على المحسوسات بأمور لا يحس بها و لا صورة لها في المواد و هي إما أمور ليس من شأنها أن يحس بها كالعداوة التي يدركها الشاة من الذئب و المحبة التي تدركها السخلة من أمها- و إما أمور يمكن أن يحس بها كما إذا رأينا [2] شيئا أصفر حكمنا بأنه عسل و حلو- فإن ذلك لا يؤدي إليه الحس في هذا الوقت فالقوة التي تدرك هذه الأمور هي الوهم لكن يدرك القسم الأول أعني المعاني المتعلقة بالجزئيات بذاته و القسم الثاني أعني الصور الغير الموجودة باستخدام المصورة و لا يجوز أن يكون شيئا من القوى المذكورة- إذ إدراكاتها مقصورة على الصور المحسوسة و هذا يدرك المعاني فهي إذن قوة أخرى و موضع تصرف‌ [3] الوهم الدماغ كله لكن الأخص به هو التجويف الأوسط.

و اعلم أن الوهم عندنا و إن كان غير القوى التي ذكرت إلا أنه ليس له ذات‌


[1] جعل المعترض الاستخدام تصرفا فإذا كان التصرف بالآلة ننقل الكلام إلى استخدام تلك الآلة فيلزم توسط الآلة بين الآلة و ذي الآلة و يتسلسل مع كونها محصورة بين حاصرين مع أنه لا قوة أخرى واسطة إن أريد بالآلة مثل القوى و بعيد أن يراد بها مثل الروح البخاري و الأعضاء فالحق في الجواب أن الإدراك و التصرف هنا واحد فإن تصرف الوهم فيها عين إدراكها و هكذا من كل عال بالنسبة إلى السافل فإن النفس أيضا تستخدم القوى و تدركها لكن إدراكها عين استخدامها لأن علمها بالقوى حضوري كما مر فكما أن الواجب تعالى علمه قدرته كذلك النفس بالنسبة إلى القوى، س ره‌

[2] أي مع أنه لم يكن عسلا في الواقع فمدرك هذا الحكم الغلط هو الوهم- كما أن الحكم الصحيح بأنه عسل إذا كان عسلا مدركه الحس المشترك، س ره‌

[3] لأنه رئيس القوى الحيوانية جميعا و لأن المتخيلة التي هي آلة الوهم تتصرف في البطن المقدم و المؤخر، س ره‌

نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا    جلد : 8  صفحه : 215
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست