responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا    جلد : 8  صفحه : 210

الخارج مثل ما يعرض للمبرسمين و كما يعرض للنائم في رؤياه فإنه يشاهد صورا عظيمة محسوسة و أصواتا مسموعة متميزة عن غيرها و كذلك الذي يشاهدها أصحاب النفوس الشريفة كالأنبياء و الأولياء ع حين سلامة حواسهم من الصور البهية و الأصوات الحسية لا يرتابون فيها و يميزون بينها و بين غيرها و كذلك ضعفاء العقول قد يرون عند الدهشة و الخوف في الحروب و الزلازل و غيرها لانزعاج نفوسهم عن عالم الظاهر صورا مناسبة لأحوالهم فإذا لتلك الصور وجود فإن العدم المحض يمتنع أن يتميز عن غيره و ليس وجودها في الخارج و إلا لرآها كل من كان سليم الحس- فإذا تلك الأمور وجودها لمدرك آخر غير القوة العقلية فإن العقل يمتنع أن يدرك الأجسام و الأبعاد و الأشكال المقدارية و غير الحس الظاهر لأن هذه الصور في الأغلب- يدرك عند ركود الحواس و تعطلها و كذا يدرك في المنام و قد يدرك في اليقظة المبصر عند غموض العينين فبقي أن يكون المدرك لها قوة باطنة غير العقل و ليس الخيال مدركا لها لأن الخيال حافظ و إلا لكان كل ما كان مخزونا فيه متمثلا مشاهدا و ليس كذلك فبقي أن يكون المدرك لها قوة أخرى و هي الحس المشترك و موضع تعلقها مقدم الدماغ عند التجويف الأول و مظهر إدراكاته هو الروح المصبوب هناك و هذا الروح كالمرآة التي تظهر بسبها لخلوها عن الألوان مع قابليتها صور الألوان من غير أن ينطبع فيها صورة فهكذا تلك الروح لبساطتها و صفائها و اعتدالها يصير سببا لظهور الأشباح الغيبية على النفس من مثل‌ [1] المحسوسات فيدركها النفس بهذه القوة التي هي آلة لإدراك المحسوسات الغائبة من الحواس و هو المطلوب.

و استدل من نفي هذه القوة بوجهين- الأول أن النائم قد يرى في نومه جبلا من الياقوت و بحرا من النار و هذه الصور العظيمة يستحيل انطباعها في جرم الدماغ لاستحالة انطباع العظيم في الصغير- فإذن محل هذه الصورة ليس قوة جسمانية بل جوهر النفس فبطل القول بهذه القوة


[1] مثل بضمتين، س ره‌

نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا    جلد : 8  صفحه : 210
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست