responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا    جلد : 8  صفحه : 17

إذ لها حظ من الملكوت و التجرد و لو قليلا [1] فظهر أن كون الكمال الأول للجسم الطبيعي- مما تفعل بالآلة خاصيته النفسية فكل قوة لجسم طبيعي من شأنها أن تفعل فعلا باستخدام قوة أخرى تحتها فهي عندنا نفس و هذا الحد أعني قولنا كمال أول لجسم طبيعي- آلي جامع لسائر النفوس إذ ليس المراد بالآلة المذكورة في تحديد النفس ما هو كالأعضاء بل ما هو كالقوى مثل الغاذية و النامية و المولدة في النفس النباتية و الخيال و الحس و القوة الشوقية في الحيوان لا مثل المعدة و الكبد و القلب و الدماغ و العصب فيه فعلى هذا القول النفس الفلكية داخلة في هذا الحد لصدق مفهوم الآلي عليها بالبرهان و ذلك لأن البرهان قائم عندنا على أن الفلك مع كونه ذا نفس دراكة للعلوم فهو أيضا [2] ذو قوة طبيعية مباشرة للتحريك و له أيضا قوة حساسة لا كالتي في هذه الحيوانات حيث يكون بانفعال يطرأ لآلة الحس و أيضا يكون في بعض مواضع أبدانها قوة الحس و في بعضها قوة أخرى و لا كذلك مادة الفلك لبساطته فالفلك كله خيال و كله طبيعة محركة وضعية من جنس الطبيعة [3] الخامسة و كله حس لكن قوة الحس و الحركة دون قوة الخيال و قوة الإدراك الكلي إن كانت.

و بهذا يندفع الإشكال الذي استصعب المتأخرون حله و هو أن الحد المذكور و لا حد آخر أيضا لا يمكن أن يتناول النفوس الثلاثة أعني النباتية و الحيوانية و الفلكية- فإنا إن أعطيناها اسم النفس لأنها كمال تفعل فعلا ما فقط لزم أن يكون كل قوة نفسا فيكون الطبائع كلها نفوسا و ذلك مخالف لما أطبق عليه المتقدمون من العلماء


[1] ليس المراد التجرد بالمعنى المصطلح أي غير الحال في المادة و إلا لا يصدق على النفس النباتي بل الحيواني بل المراد بالتجرد المعنى المفهوم من قوله كأنها مرتفعة الذات عن سنخ المادة بمعنى وجودها غير وجود المادة لا متحدة بها بل يكون كأنها مرتفعة الذات عن سنخ المادة، ل ره‌

[2] لامتناع مباشرة التحريك للعقل و النفس بما هي نفس و مع هذا فالحركة نفسانية لأن الطبيعة مسخرة للنفس و إلا فالحركات كلها طبيعية لأن الفاعل المباشر في الكل هو الطبيعة- و لذا قال المعلم الأول حركات الأفلاك طبيعة، س ره‌

[3] أي المباينة للطبائع الأربع في العناصر لكونها قابلة للكون و الفساد دون تلك، س ره‌

نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا    جلد : 8  صفحه : 17
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست