نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا جلد : 8 صفحه : 159
الذي هو أشرف أنواع الحيوانات إذ الشهوة و الغضب سواء كان بحسب الشخص
كشهوة الغذاء الموافق أو بحسب النوع كشهوة الجماع و الوقاع و الغضب على ما يخالف
ذلك لا يدعوان إلا إلى ما ينفع و يضر في الحال أما في المال فلا يكفي هذه الداعية
المسماة بالشهوة أو الغضب فخلق الله للإنسان داعية أخرى فوق الشهوة و الغضب مسخرة
تحت إشارة العقل الهادي بنور الله إلى العواقب الأخروية المعرف لحسن الثواب و قبح
العقاب و هذه الداعية هي المسماة بالإرادة و قد يسمى عند بعض علماء الدين باعثا
دينيا و هي التي خص الله بني آدم بها و أفردهم بها عن البهائم إكراما و تعظيما كما
ميزهم بالعقل العارف بعواقب الأشياء و هذه الإرادة تحت إشارة العقل كما أن الشهوة
تحت إدراك الحس هذا ما لخصناه من كلام بعض علماء الإسلام- و حاولنا أن نذكره في
هذا الفصل لجودة نظمه و حسن بيانه و لنعد إلى ذكر أحوال الحواس على التفصيل
فصل (2) في اللمس و أحواله
قد علمت أن الحيوان الأرضي لكونه حامل كيفية اعتدالية يحتاج إلى قوة
حافظة إياها مدركة للجسم المحيط به كالهواء و الماء إنه مخالف ليحترز منه حتى لا
يكون محرقا إياه بحره أو مجمدا ببردة أو موافق ليطلبه أو يسكن فيه فهو أقدم
الحواس- و يشبه أن يكون الحاجة إلى اللمس لدفع المضرة أقوى و إلى الذوق للدلالة
على المطعومات التي يستبقي بها الحياة أشد لكن الحاجة إلى دافع المضرة لاستبقاء
الأصل أقدم من الحاجة إلى المنفعة لتحصيل الكمال و لأن جلب الغذاء يمكن بسائر
الحواس فظهر أن اللمس أول الحواس و أقدمها و أنه يجب أن يكون كل البدن موصوفا
بالقوة اللامسة و البرهان[1]على
ذلك أن بدن الحيوان من جنس مادة
[1]الكلام مبني على المسامحة فقد تقدم في مواضع
الكتاب أن الإدراك ليس بقوة سارية في المادة و لا متعلقا بأمر مادي و تقدم أيضا أن
التي تسمى بالحواس الظاهرة و كذا محال الإدراكات الباطنة مظاهر للإدراك و ليست
بالمدركات حقيقة- فالكلام شبيه بالبرهان و ليس به و سيأتي في الفصل التالي ما
يتأيد به ما ذكرناه من المسامحة، ط مد.
الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة ؛ ج8 ؛ ص160
نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا جلد : 8 صفحه : 159