responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا    جلد : 8  صفحه : 144

الغاذية ثم يوجد فيها بعد طي المراتب النباتية من جهة المبادي القوى الحيوانية على التدريج ثم النفسانية فالقياس يقتضي أن يكون المضغة التي فيها قوة التغذية و التنمية- يتكون منها الكبد أولا لأنه عندهم مبدأ القوى النباتية و الذي يتكون بعده هو القلب لأنه معدن القوى الحيوانية و الذي يتكون بعدهما من الأعضاء هو الدماغ لأنه منبع قوى الإدراكات التي غاية القوتين الأوليين.

هذا إذا نظرنا إلى الترتب الزماني الطبيعي بحسب الإعداد من طريق استكمالات المواد و هي من الأدنى إلى الأعلى و من الأخس إلى الأشرف.

و أما إذا نظرنا إلى الترتب العلي و المعلولي و التقدم بالشرف و الوجود فالمقدم هو الدماغ كما قاله البقراط ثم القلب ثم الكبد ثم سائر الأعضاء بل المقدم هي الأرواح التي في الثلاثة النفسانية أولا ثم الحيوانية ثم الطبيعية ثم الأعصاب ثم الأوردة و الشراءين ثم العضلات و الرباطات ثم سائر الأعضاء البسيطة ثم المركبة و من علم تقدم القوى الآلية- على النفوس المستعملة إياها في الزمان و تقدم النفوس على قواها بالذات سيما الناطقة المتقدمة على الكل بالذات و تأخرها عن الكل بالزمان لا على وجه الدور المستحيل- لأن القوة المتقدمة على النفس بالزمان المعدة إياها غير القوة الفائضة منها بالعدد و عينها بالحقيقة لا يتعجب عن تقدم بعض الأعضاء كالكبد بالزمان على بعض متأخر عنه بالطبع كالدماغ.

و استدل على تقدم القلب بأنه لا شك أن في المني روحا كثيرة و فيه الحر و الخثورة بما فيه من كثرة الهواء الحارة و لذلك يشتد بياضه و إذا ضربه البرد الذي هو أولى بالتجميد و التكثيف يزول خثورته و بياضه و يصير رقيقا و إذا كان كذلك فوجب أن يكون أول متكون منه هو الذي أسهل و الحاجة إليه أمس و لا شك أن الروح أسهل تكونا من العضو فإن انقلاب الأجزاء الهوائية الموجودة في المني المنقذف إلى الرحم إلى الروح أسهل من صيرورتها عضوا و الحاجة إلى تكون الروح لانبعاث القوة المصورة و اشتدادها أمس من الحاجة إلى العضو فثبت أن تكون الروح قبل تكون العضو ثم لا بد أن يكون لذلك الروح مجمع حاصر لأنه يمتنع أن يهمل الطبيعة أمر

نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا    جلد : 8  صفحه : 144
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست