نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا جلد : 7 صفحه : 77
الفيض على كل قابل بحسب استعداده إذ المبدأ الواهب لا تغير فيه و لو
كان للنمل استعداد قبول نفس أشرف كما للإنسان لحصل فيها من فيض العقل الفياض.
ثم لما كان أشرف ما يتعلق بالهيولى النفس الناطقة و كان غير جائز
خروج الممكن فيها دفعة دون الأبدان و لا مع الأبدان فبحسب الأدوار و الأكوار و
الاستعدادات يحصل نفوس من فيض واهبها قرنا بعد قرن راجعة إلى ربها إذا كملت انتهى
كلامه.
فقد تبين و اتضح أن اللانهاية في الأشخاص و النفوس التي اقتضتها
العناية الأزلية- من ضرورتها وقوع الاستحالة و التضاد في عالم الكون و الفساد و لو
لا التضاد لما صح الكون و الفساد و لو لا الكون و الفساد ما أمكن وجود أشخاص غير
متناهية و لا التي هي أشرف منها و هي النفوس غير المتناهية الحيوانية و لا التي هي
أشرف من القبيلتين و هي النفوس غير المتناهية النطقية و كون الصور و الكيفيات
مضادا بعضها لبعض قد علمت أنها ليست بفعل فاعل بل من لوازم وجودها القدري المادي و
من ضرورة التفاعل بينها حتى يقع الاعتدال و يحصل به كمال تضادها فصح أنه لو لا
التضاد ما صح دوام الفيض من المبدإ الجواد و لوقف الجود و لتعطل العالم العنصري عن
قبول الحياة التي بها يحصل نيل المقصود و بقي أكثر ما يمكن في مكمن الإمكان و كتم
العدم البحت و لم يمكن للسلاك السفر إلى الله تعالى و الرجوع إليه و قد قال
سبحانهكَما بَدَأْنا
أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ.
و من تأمل في أمر الموت الذي يعده الجمهور من أقوى أنحاء الشرور لعلم
أن فيه خيرا كثيرا لا نسبة لشريته إليه يصل إلى الميت و إلى غيره أما الواصل إلى
غيره فإنه لو ارتفع الموت لاشتد الأمر على الناس و ضاق المكان حتى لا يمكنهم
التنفس فضلا عن الحركة و الأكل و الشرب فالمفروض أنه حي عند ذلك أسوأ حالا من
الميت و أما الخير الواصل إليه فخلاصة عن هذا الوجود الدنيوي المعرض للآفات و
المحن و مآله إلى الرحمة كما سنبينه إن شاء الله
نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا جلد : 7 صفحه : 77