responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا    جلد : 7  صفحه : 62

فالحر و البرد المولمان للحيوان المفسدان للثمار و لأغذية الإنسان و سائر الأنعام كيفيتان من الكيفيات الفعلية و هما من كمالات الأجسام الطبيعية العنصرية و إنما الشر في فقد الصحة و السلامة و زوال الاعتدال من أمزجة النبات و الحيوان و كذلك الأخلاق الذميمة كلها كمالات للنفوس السبعية و البهيمية و ليست بشرور للقوى الغضبية و الشهوية- و إنما شرية هذه الأخلاق الرذيلة بالقياس إلى النفوس الضعيفة العاجزة عن ضبط قواها عن الإفراط و التفريط و عن سوقها إلى مسلك الطاعة للتدبير الأتم الذي ينوط به السعادة الباقية و كذا شرية هذه الأفعال الذميمة كالزنا و الظلم بالنسبة إلى السياسة البدنية أو المدنية و الظلم إنما هو شر بالنسبة إلى المظلوم على الوجه الذي عرفته و أما بالنسبة إلى الظالم من حيث هو ظالم فليس بشر إلا بكونه ذا قوة نطقية فيتضرر به أزيد مما يتضرر به المظلوم في أكثر الأمر و كذلك الآلام و الأوجاع و الغموم و الهموم و غيرها فهي من حيث كونها إدراكات لأمور و من حيث وجودها أو صدورها من العلل الفاعلة- لها خيرات كمالية و إنما هي شرور بالقياس إلى متعلقاتها من الأعدام و الفقدانات أو المفسدات و المولمات.

فإذا تصفحت عن جميع الأشياء الموجودة في هذا العالم المسماة عند الجمهور شرورا لم تجدها في أنفسها شرورا بل هي شرور بالعرض خيرات بالذات كما مر بيانه بالوجه القياسي.

و الغرض من ذكر هذه الأمثلة ليس الاستدلال على هذا المطلب من جهة الاستقراء أو التمثيل بل لدفع النقوض بإيرادها و ليتضح الفرق بين الشر بالذات و الشر بالعرض و يزول الاشتباه بين الأمرين و ينكشف أن الشر في كل ما يعدونه شرا يرجع إلى الأمر العدمي- و إلا فالبرهان هو الذي مر بيانه في أول هذا الفصل و ربما يدعى البداهة في هذا المطلوب- و المذكور من الأمثلة للتنبيه و التذكير.

شك و تحقيق‌

اعلم أن هاهنا إشكالا معضلا لم تنحل عقدته إلى هذا الوقت و هي منحلة

نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا    جلد : 7  صفحه : 62
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست