responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا    جلد : 7  صفحه : 152

و ظاهر أن كل واحد من هذه الموجودات الناقصة طالبة للكمال الذي يتم به وجوده فالصورة الحافظة للتركيب كمالها في أن تصير ذات قوة تزيد بها في مقدار شخصه بأن يجذب الغذاء و يحيله إلى جوهره المغتذي و يلصقه بأجزائه على نسبة لائقة- و يزيد بها في إعداد نوعه بالتوليد و إذا حصل هذا الكمال و بحسبه درجة من القرب إلى المبدإ المتعال الذي هو الغاية في الفضيلة من كل وجه حاول كمالا أتم من ذلك- و أقرب إلى الكمال الحقيقي من جميع الوجوه و هو كونه ذا صورة حساسة ثم متخيلة ثم ذاكرة ثم عاقلة للأشياء بالملكة بإدراك الأوليات ثم عاقلة لها بالفعل بإدراك الثواني النظريات ثم صائرة عقلا بسيطا فعالا للمعقولات ثم راجعة إلى الله تعالى راضية مرضية- كل ذلك بأشواق متتالية و أذواق متلاحقة كل عشق سابق علة للوصول إلى معشوق لاحق يكون غاية لذلك العشق السابق و هكذا إلى أن يصل إلى معشوق المعاشيق و غاية اللذات و الرغبات و منتهى الحركات.

و الأول من الثاني و هو ما يكون ناقصا من كل جهة كالهيولى الجسمانية فإنها في ذاتها قوة كل شي‌ء لا قوام لها إلا بما تحلها من الصور فحقيقتها عين الحاجة و الافتقار- بل عين التشوق إلى كل صورة كمالية بالفعل و الشيخ الرئيس أنكر في طبيعيات الشفا- كونها مشتاقة إلى الصور كما هو المنقول عن المتقدمين غاية الإنكار ثم إنه قد اعترف بذلك في رسالته التي صنفها في العشق و كيفية سريانه في جميع الموجودات لكنه اقتصر في بيان كيفية عشقها بعدم عريها عن جميع الصور و بكونها دائمة التلبس بشي‌ء من الصور و كذا اقتصر في كيفية عشق سائر البسائط العنصرية و المركبات المعدنية بميلها الطبيعي إلى إحيازها و في النباتات بما فيها من قوة التغذية و طلب الزيادة في الأقطار و قصد التوليد من غير أن يثبت لها شعورا و حياة.

و أنت تعلم أن إثبات العشق‌ [1] في شي‌ء بدون الحياة و الشعور فيه كان مجرد


[1] لفظ العشق بحسب العرف العامي إنما يستعمل في التعلق الخاص الكائن بين الذكر و الأنثى من الحيوان و هو حب الوقاع لكنه في التعارف الخاصي مرادف أو كالمرادف للحب و هو تعلق خاص من ذي الشعور بالجميل من حيث هو جميل بحيث يأبى المحب مفارقة المحبوب إذا وجده و يميل إليه إذا فقده و لما كان كل جمال و حسن و خير و سعادة راجعة إلى الوجود كرجوع مقابلاتها إلى العدم و كان هذا النوع من التعلق موجودا بين كل مرتبة من مراتب الوجود و بين ما فوقها و كذا بينه و بين نفسها و هي متعلقة بما فوقها و كذا بينها و بين كمالاتها الثانية و آثارها المترتبة عليها وجب الحكم يكون الحب ساريا في الموجودات- سواء قلنا بسريان الحياة و الشعور فيها أو لم نقل.

و من هنا يظهر أن العلم و الشعور خارج عن مفهوم الحب و إن قلنا بتصادقهما كليا فقوله إن إثبات العشق في شي‌ء بدون الحياة و الشعور فيه كان مجرد تسمية لا يخلو من نظر، ط مد

نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا    جلد : 7  صفحه : 152
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست