responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا    جلد : 7  صفحه : 130

فإن قلت فهلا فوضت هذه الأفعال إلى ملك واحد و لم احتيجت إلى سبعة أملاك- و الحنطة أيضا يحتاج إلى طاحن و نخال ثانيا و صاب للماء إليه ثالثا و عاجن له رابعا و إلى قاطع له كرات مدورة خامسا و إلى مرقق له رغفانا عريضة سادسا و إلى من يلصقها بالتنور سابعا فهلا كانت أفعال الملائكة باطنا كأفعال الإنس ظاهرا.

قلنا يجب عليك أن تعلم أن خلقة الملائكة تخالف خلقة الإنس لأن وجودهم وجود صوري بسيط من غير اختلاط تركيبي و لا تزاحم بين أفعالهم كما لا تزاحم بين صفاتهم و ذواتهم و لا يكون لكل منهم إلا فعل واحد و إليه الإشارة بقوله تعالى‌ وَ ما مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقامٌ مَعْلُومٌ‌ فلذلك ليس بينهم تناقش و تقاتل و لا تزاحم و لا تضاد في فعل أو صفة بل مثالهم في تعيين مرتبة كل منهم و فعله مثال الحواس منا فإن البصر لا يزاحم السمع في فعله و هو إدراك الأصوات و لا الشم يزاحمها في إدراك الروائح و لا هما يزاحمان الشم و لا الذوق و لا غير ذلك يزاحم بعضها بعضا و ليست هي كالأعضاء مثل اليد و الرجل فإن أصابع الرجل قد تبطش بطشا ضعيفا و رأينا إنسانا يكتب بأصابع رجله و آخر يمشي بيديه و قد تضرب غيرك برأسك فيزاحم به اليد التي هي آلة الضرب و لا كالإنسان الواحد الذي- يتولى بنفسه الطحن و العجن و الخبز و هذا نوع من الاعوجاج و العدول عن العدل- سببه اختلاف صفات الإنسان و اختلاف دواعيه فلم يكن وحداني الفعل و لذلك يرى الإنسان يعصي الله مرة و يطيعه أخرى و ذلك غير ممكن في طباع الملائكة لأنهم مجبولون على الطاعة لا مجال للمعصية في حقهم فلا جرم‌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ ما أَمَرَهُمْ وَ يَفْعَلُونَ ما يُؤْمَرُونَ‌ و يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَ النَّهارَ لا يَفْتُرُونَ‌ و الراكع منهم راكع أبدا و الساجد منهم ساجد أبدا و القائم منهم قائم أبدا.

و هاهنا دقيقة يجب التنبيه عليها

و هي أن لأحد أن يقول إذا كان كل ملك من ملائكة الله موكلا على فعل واحد

نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا    جلد : 7  صفحه : 130
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست