نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا جلد : 7 صفحه : 127
و من لطافته و زبدته خلق القلب الصنوبري و من لطافة الدم الخالص[1]و من صفوته الروح البخاري النابع في
العضو الرئيس الذي هو في النقاء و الصفاء[2]كالفلك البعيد عن التضاد و لاعتداله و توسطه بين الأضداد مع
جامعية لكيفيات الأطراف يشبه السبع الشداد و لنوره و ضيائه كالكواكب اللامعة على
الأبصار و لأجل صفائه و صقاله صار مرآة تتلألأ فيها الصور العينية و يتجلى فيها
المثل المحسوسة التي هي واسطة بين العالمين فهو كأنه موضع للنفس متحد بها عند ما
خرج جوهره من قوته النفسية إلى العقل كما أن النفس مادة للعقل و متحدة به عند ما
خرج جوهر ذاتها من القوة العلية إلى الفعل فذلك الجوهر مرآة يتجلى فيها النفس و
النفس مرآة يتجلى فيها العقل و الإنسان قد تطور في ذاته بهذه الأطوار- و تبدلت
عليه هذه النشئات من حد النطفة إلى حد العقل شيئا فشيئا على التدريج ففيه الملك و
الملكوت و هو جامع الكونين ففيه شيء كالفلك و هو مرآة يدرك بها الصور الجزئية
الغائبة و الحاضرة و شيئا كالملك و هو مرآة يدرك بها الحقائق الكلية الثابتة فانظر
إلى القدرة و الحكمة ثم إلى اللطف و الرحمة تبهرك عجائب الحضرة الربوبية و إن أردت
زيادة شرح و إيضاح فاستمع
الفصل (13) في آيات حكمته و عنايته في خلق الإنسان
الإنسان مخلوق أول خلقه من أخس الأشياء و أنقص المواد و أضعف
الأجساد- لأنه مكون من القوة الهيولانية و هي كالشيء ثم من التراب المظلم و الطين
اللازب ثم
[1]لما كان الدم النقي الفاضل في كل قابل اكتسب خاصية ذلك
القابل صار في القلب كأنه لطيف القلب و إلا فمعلوم أن جمهور الدم يجري في الأوردة
و قسط محمود منه يرسله الطبيعة إلى القلب و كثير منه في التجويف الأيمن من القلب و
قليل في التجويف الأيسر منه- و يصير روحا بخاريا، س قده
[2]أي الروح الذي إلخ و كما أن هذا البخار فلك الإنسان الصغير
كذلك الفلك بمنزلة الروح البخاري للإنسان الكبير و لذا عبر الحق تعالى منه في كتابه
المجيد بالدخان، س قده
نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا جلد : 7 صفحه : 127