نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا جلد : 6 صفحه : 314
و لا يزال و لا نعني به ما يتعارفه الجمهور في القادر منا فإن القدرة
فينا قوة فإنه لا يمكن أن يصدر عن قدرتنا شيء ما لم يترجح بمرجح و أن لنا قدرة
على الضدين- فلو كان يصح صدور الفعل عن قدرة لصح صدور فعلين متضادين معا عن إنسان
واحد في حالة واحدة فالقدرة فينا بالقوة و الأول بريء من القوة و إذا وصف بالقدرة
فإنه يوصف بالفعل دائما و نحن إذا حققنا معنى القدرة كان معناها أنا متى شئنا و لم
يكن مانع فعلنا لكن قولنا متى شئنا ليس هو أيضا بالفعل فإنا أيضا قادرون على
المشية[1]على الوجه الذي
ذكرنا فيكون المشية فينا أيضا بالقوة و يكون القدرة فينا أيضا تارة تكون في النفس
و تارة في الأعضاء و القدرة في النفس هي على المشية و في الأعضاء على التحريك فلو
وصف الأول بالقدرة على الوجه المتعارف لوجب أن يكون فعله بالقوة و لكان بقي هناك
شيء لم يخرج من القوة إلى الفعل فلم يكن تاما و بالجملة فإن القوه و الإمكان
تكونان في الماديات و الأول فعل على الإطلاق فكيف يكون قوة و العقول الفعالة هي
مثل الأول في الاختيار و القدرة لأنها ليست تطلب خيرا مظنونا بل خيرا حقيقيا و لا
ينازع هذا الطلب فيها طلبا آخر كما فينا- إذ ليس فيها قوتان و يكون من وجه التنازع
من قبلهما فعلو الأول و مجده أنه بحيث يصدر عنه الأفعال و مجد هذه العقول أن يتوخى
أن تكون أفعالها مثل فعل الأول انتهى كلامه.
فإن قلت إذا حققت القدرة على هذا الوجه في الباري جل ذكره يلزم قدم
العالم و يستحيل زواله و دثوره قلنا من رجع إلى ما ذكرناه في كيفية وجود الطبائع
الكونية و نحو حصولها و حصول كل ما يتعلق وجوده بمادة جسمانية من صور الأفلاك و
العناصر و نفوسها و قواها مع صفاء الذهن و إمعان النظر و ترك الجحود و العصبية
[1]أي لنا القوة و التهيؤ على المشية فقد أطلق الشيخ القدرة
هنا مجازا لا حقيقة- لأن القدرة كون الفاعل بحيث إن شاء فعل و إن لم يشأ لم يفعل
لا كونه بحيث إن شاء شاء و إن لم يشأ لم يشأ فإن المشية صفة و القدرة أنما هي على
الفعل و أيضا لو كانت مشيتنا بقدرتنا كانت مشيتنا بمشيتنا و هكذا كما سيأتي ذكره،
س قده
نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا جلد : 6 صفحه : 314