نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا جلد : 3 صفحه : 430
فهو ملموس و كما لا يمكن في الحواس أن يدرك الحس شيئا هو له و لا أن
يميزه[1]كذلك إذا كان
للعقل درك ما و تميز ما للمعقولات فليس يمكن أن يكون واحدا من الأشياء التي هو
يميزها لكنه مدرك للكل إذا كان يمكن أن يعقل الكل[2]فليس هو إذن واحدا من الموجودات بالفعل و لكنه بالقوة كلها
فإن هذا هو معنى أنه عقل هيولاني فإن الحواس و إن كانت إنما تكون بأجسام فليست من
الأشياء التي تدركها و لكنها أشياء أخر غيرها بالفعل فإن إدراك الحواس إنما هو قوة
لجسم ما ينفعل[3]و لذلك ليس حس
مدركا لكل محسوس لأن الحس أيضا هو شيء ما بالفعل فأما العقل فليس يدرك الأشياء
بجسم و لا هو قوة لجسم ما و لا ينفعل فليس هو البتة شيئا من الموجودات بالفعل و لا
هو شيئا مشارا إليه بل إنما هو قوة ما قابلة للصور و المعقولات هذا إذا استكمل هذه
النفس فهذا هو العقل الهيولاني و هو في جميع من له النفس التامة أعني الناس.
و للعقل ضرب آخر و هو الذي قد صار يعقل و له ملكة أن يعقل
و قادر أن يأخذ صور المعقولات بقوته في نفسه و قياسه قياس الذين فيهم
ملكة الصناعات القادرين بأنفسهم على أن يعملوا أعمالهم فإن الأول ما كان شبيها
بهؤلاء بل الذين فيهم قوة
[1]إشارة إلى أن المانع عن وجدان القوة في مرتبة ذاتها شيئا
من مدركاتها أمران أحدهما ما ذكره أن الصورة تعوقها و الفعلية لا تقبل الفعلية و
القابل شأنه التخلية ثم التحلية ثانيها أنه لا يحصل التميز و الطرفة كما قلنا في
رطوبة اللعابية و التميز في العقل لا يقاس كما أشار بكلمة ما الإبهامية، س ره
[3]فإن القوى المدركة قوى جسمانية سارية في الأرواح السارية
في الدماغ و في تجاويف الأعصاب و لا تدرك أنفسها و تدرك ما هي خالية عنه و كل لها
مدركات مخصوصة فلها قوة بحسبها و لها فعلية بخلاف العقل بالقوة الهيولاني فإنه
مدرك للكل فيكون خاليا عن الكل، س ره
نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا جلد : 3 صفحه : 430