نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا جلد : 3 صفحه : 175
ذلك العدم فلا يصح القول بأن ذلك في الأزل و الأبد.
و أما ثانيا فإن العدم و الوجود متقابلان لا يخلو الموضوع عنهما و لا
أيضا يجتمعان في شيء واحد فإذا قلنا إن هذا التدريجي الوجود و إن وجوده يحصل شيئا
فشيئا فكل جزء حصل منه[1]بطل
العدم الذي بإزائه و لم يرتفع به عدم جزء آخر حتى وجد ذلك الجزء أيضا و ارتفع
بوجوده عدمه خاصة لا عدم جزء آخر بل عدم الجزء الذي غيره ثابت عند وجود هذا الجزء
و هكذا فعلم أن الشيء التدريجي كما أن وجوده تدريجي كذلك عدمه تدريجي أ لا ترى
أنه وقع الاستدلال على أن عدم الآن ليس تدريجيا- و إلا لكان وجوده تدريجيا فكذلك
حكم العكس فظهر من هذا أن وجود الشيء إذا كان تدريجيا كان عدمه أيضا كذلك فوقع
الإشكال و احتيج إلى تدقيق نظر فنقول أولا يجب أن يعلم أن الحركة و الزمان من
الأمور الضعيفة الوجود بل الذي يحصل بالحركة كالزماني من أفراد المقولة كالسواد
المتدرج و الكم المتزيد فيه و غيرهما- وجوده الزماني ضعيف مختلط بالعدم فكما أن
وجوده على هذا الوجه تدريجي فكذلك عدمه فزمان وجوده زمان عدمه[2]فإذا علمت ما ذكرناه فاعلم أن الحركة لها
[1]و اللم فيه أن كل جزء مفروض من أجزاء الحركة هو فعلية
بالنسبة إلى الجزء السابق المفروض الذي كان قوته و قوة الجزء اللاحق المفروض الذي
سيصير فعليته فالقوة و الفعل متشابكان فيها و مختلطان و قوة الشيء و فعليته هما
عدمه و وجوده فالحركة كما توجد تدريجا كذلك تعدم تدريجا بعين وجودها التدريجي، ط
مد ظله
[2]و من فروعات ذلك أن عدم العالم الطبيعي التدريجي الوجود
السيال الهوية- لا يكون في الزمان اللاحق و لا يكون له عدم لاحق زماني للزوم الخلف
بل عدمه عدمات كما أن حدوثه حدوثات و قد قال المصنف قدس سره في كثير من كتبه إن
زمان حدوث العالم زمان بقائه فكما أن زمان إحداث النفس الإنسانية بما هي نفس
متدرجة الحصول- جميع أزمنة بقائها أي إحداثاتها فجعلها و تخمير طينتها من الملكات
العلمية من أول عمر الإنسان إلى آخره و لا يستتم في الآن مثلا فلم يتم خلقتها
بتوليد متعلقها و تعلقها به بل زمان حدوثها مجموع أزمنة بقائها و لهذا يقال في
تعريف الإنسان حيوان ناطق مائت و كذا زمان عدمها أي أعدامها المتشابكة بوجودها
التدريجي مجموع أزمنة وجودها- فكذلك إحداث الإنسان الكبير و هو العالم فلا يمكن
إحداثه إلا بالتدريج و ذلك من نقصه الذاتي لأن له وجودا تجدديا سيالا و لا فتور في
الجاعل الحق لأن أمره أن يقول للشيء كن فيكون فقد ظهر سر خلقة العالم السماوي و
الأرضي في ستة أيام و هي مدة عمر العالم و لا يحصيها إلا الله تعالى لعدم التجديد
في فيضه و هي مدة أيام دعوة أولي العزم من الرسل الستة فمدة بقاء كل رسول منهم و
بقاء آدابه و بقاء أوصيائه الاثني عشر ألف عام باعتبار مظهرية ألف من أسماء الله
تعالى و هو يوم واحد ربوبي عند الله و إن كان آلافا نجومية اليوم السادس يوم نزول
القرآن من أول ظهور الخاتم و آدابه إلى آخر أولياء أمته و دولتهم التي هي دولته
الحقة و لا انقطاع لكليته و سعة وجوده و لذا كان نبيا و آدم بين الماء و الطين و
إن من شيعته لإبراهيم و لسعة روحانيته كان عقلا كليا شاملا كل العقول- ثم إن المدة
و إن كانت ستة أيام أو آلاف ألوف إلا أنها بالنسبة إلى الحق كلمح بالبصر أو هو
أقرب جف القلم بما هو كائن إلى يوم القيامة، س ره
نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا جلد : 3 صفحه : 175