نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا جلد : 3 صفحه : 165
متناهي القوة متناهي البقاء فيستحيل أن يكون أزليا فالعالم يستحيل أن
يكون أزليا و لا يرد عليه ما أورده صاحب المطارحات بأنا نقرر أن العالم متناهي قوة
البقاء- لكنه غير متناهي البقاء لا لذاته و لا لقوته بل لأن علته دائمة و هي يمدها
بالقوة الغير المتناهية الآثار و الحركات و غيرها أقول قوله غير متناهي البقاء لا
لذاته و لا لقوته- كلام مجمل مغلط لأنه إن أراد به أنه بحسب ماهيته الإمكانية ليس
ذا قوة البقاء بل بوجودها الفائض عليها من الواجب يبقى و يدوم فلعل هذا غير مقصود
المستدل إذ ربما ادعى أن وجود هذه الجواهر الجسمانية متناهي القوة لا أنها من حيث
ماهياتها ليست ذات قوة غير متناهية كيف و هي بحسب ماهياتها ليست بموجودة فضلا عن
كونها غير متناهي القوة و إن أراد به أن ذاتها الوجودية و هويتها الصادرة عن
الجاعل ابتداء ليست بلا متناهي القوة إلا أنه يستمد من العلة الدائمة القوى و
الآثار فنقول هذا يمكن على وجهين.
أحدهما أن وجودها الشخصي[1]المتناهي
في القوة و القدرة لا يبقى دائما- لكن يصدر منه الآثار و الأفاعيل الغير المتناهي
بإمداد المبدإ العالي كما يدل عليه ظاهر كلامه و هو فاسد فإن وجود الأعراض و
الآثار و الأفعال اللاحقة للشخص تابع لوجوده و الشخص الجوهري أقوى في الوجود من
جميع ما يتبعه و فيض الوجود لا يصل إليها إلا بعد أن يمر على المتبوع الملحوق به
ما يتفرع عليه فعدم تناهي الآثار[2]و
المعاليل يستلزم عدم تناهي العلة المتوسطة سواء كانت فاعلا قريبا- أو قوة قابلية
أو آلة أو موضوعا و لا ينتقض ما ذكرناه بالهيولى الأولى التي تقبل آثارا غير
متناهية لأنها لا تقبل هذه الآثار إلا بورود الاستعدادات و القوى الغير المتناهية-
و ليست وحدتها الباقية إلا وحدة مبهمة تتجدد في كل حين بتجدد الصور و القوى- و
ثانيهما أن وجودها في كل وقت و إن كان متناهي القوة إلا أنه يفيض من
[1]أي بنحو الثبات بناء على نفي الحركة الجوهرية و بنحو
الوحدة العددية بناء على نفي المراتب لذلك الوجود، س ره