نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا جلد : 2 صفحه : 368
فصل (34) في ذكر[1]نمط
آخر من البرهان على أن واجب الوجود فرداني الذات تام الحقيقة لا يخرج من حقيقته[2]شيء من الأشياء
اعلم أن واجب الوجود بسيط الحقيقة غاية البساطة و كل بسيط الحقيقة
كذلك فهو كل الأشياء فواجب الوجود كل الأشياء لا يخرج عنه شيء من الأشياء- و
برهانه على الإجمال أنه لو خرج عن هوية حقيقته شيء لكان ذاته بذاته مصداق سلب ذلك
الشيء و إلا لصدق عليه سلب سلب ذلك الشيء إذ لا مخرج عن النقيضين و سلب السلب
مساوق للثبوت فيكون ذلك الشيء ثابتا غير مسلوب عنه و قد فرضناه[3]مسلوبا عنه هذا خلف و
إذا صدق سلب ذلك الشيء
[1]هذه مسألة غامضة مذكورة في أكثر كتبه حتى مختصراته
كالعرشية و المشاعر قل من يهتدي إليها إلا أرسطو باعتقاد المصنف قدس سره و ما عندي
أن كثيرا من العرفاء اهتدوا إليها- حتى اصطلحوا في التعبير عنها بمقام التفصيل في
الإجمال كما لا يخفى على متتبع في كلامهم- و من محسنات هذه المسألة أن أحد
المخالفين في غاية الخلاف صار دليلا على الأخر فإن غاية البساطة و الوحدة اقتضت أن
يكون هو الكل الذي في غاية الكثرة التي لا كثرة فوقها و هذا كما قد يكون ما هو
مناط الشبهة بعينه مناط الدفع كما في الشبهة الثنوية و الدفع الذي تفاخر أرسطو به-
و قد قال بعض العرفاء عرفت الله بجمعه بين الأضداد و مسألتنا هذه أحد مصاديقه ثم
أعجوبة أخرى ما قالوا بسيط الحقيقة كل الأشياء و ليس بشيء منها أي ليس بشيء من
حدودها و نقائصها و عند العالم المحقق المدقق لا عجب في هذه المضادات إذ لا مضادة
حقيقة و بالحقيقة هذه المسألة قوله تعالىاللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ*،س ره
[2]و أما ماهية السرابية بما هي سراب و الحد و النقص فهو
خارجة عن حقيقة ما هو حقيقة الحقائق و ليست داخلة فيه بالسلب البسيط التحصيلي
المنقضي الموضوع أو نقول فيكون ذلك الشيء ثابتا غير مسلوب عنه و هو المطلوب فيكون
التقرير بطريق الدليل المستقيم و على ما ذكره قدس سره التقرير بطريق دليل الخلف و
كلاهما مستقيم، س ره
[3]و بعبارة أخرى من الوجود و العدم من الواجب و الامتناع و
بعبارة أخرى من الوجدان و الفقدان. إن قلت العدم و نظائره ليست بشيء فكيف
التركيب.
قلت أولا منقوض بأنه لو تركب الواجب من ماهية و وجود لحكم العقول
بأنه يلزم تركبه من شيء و شيء و الحال أن الماهية أيضا ليست بشيء أعني شيئية
الوجود.
و إن قلتم إن الماهية و إن ليس لها شيئية الوجود لكن لها شيئية نفس
الماهية و هذه أيضا شيئية كما مضى قبيل ذلك.
قلنا مثله في شيئية العدم و كما أنه لو لم يعتبر شيئية الماهية لم
يكن الممكن زوجا و لم يتحقق القابلية و المقبولية و لا استماع أمر كن و لا جنة و
وقاية للحق تعالى و لا غير ذلك من الأحكام العرفانية و الحكمية كما مر كذلك لو لم
يعتبر شيئية العدم لم يتحقق الإمكان و نظائره فإنه إذا لم يعتبر فما الذي يساوي مع
الوجود في الممكن أو يسلب ضرورته في الممكن الخاص أو العام و كفاك قولهم الشيء
إما وجود و إما ماهية و إما عدم بل العدم و نظائره قد تكون خارجية و قد تكون ذهنية
أي يكون الخارج ظرفا لنفسه لا لوجوده حتى يلزم التهافت و ثانيا نقول شر التراكيب
هو التركيب من الوجود و العدم و من الإيجاب و السلب إذا كان السلب سلب الكمال لا
سلب النقص لأنه سلب السلب فيرجع إلى الإثبات بل لا تركيب إلا هو إذ التركيب يستدعي
سنخين و إذا كان لأحد الشيئين ما يحاذيه و لا يكون للآخر تحقق السنخان و أما إذا
كان لكل ما يحاذيه و الوجود ما به الامتياز فيه عين ما به الاشتراك فلم يكن
التركيب حينئذ و التركيب من الوجود و الماهية أيضا يرجع إلى اعتبار الوجود و
العدم، س ره
نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا جلد : 2 صفحه : 368