responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا    جلد : 2  صفحه : 363

بل ذاته و شهود ذاته شي‌ء واحد بعينه بلا اختلاف جهتين و لا تعدد حيثيتين و هما العلتان لوجود الخلق و شهودهم فكذا شهود ذوات الخلق لا يتصور إلا بعين وجودها إذ العلتان واحدة بلا مغايرة فكذا المعلولان واحد بلا تعدد فكما أن وجود الأشياء على ما هي عليها من توابع وجود الحق سبحانه فكذا معقوليتها و شهودها على ما هي عليها من توابع معقولية الحق و مشهوديته فثبت و تحقق أن ذاته تعالى من حيث ذاته مرآة يدرك بها صور الأشياء الكلية و الجزئية على ما هي عليه في نفس الأمر بلا شوب غلط و كذب بخلاف مرائي الممكنات.

تفريع:

قد علم بما ذكر أنه لا يمكن معرفة شي‌ء من الأشياء إلا بمعرفة مبدعه و خالقه كما مر ذكره سابقا إذ وجود كل شي‌ء ليس إلا نحوا واحدا لا يحصل إلا من جهة واحدة لما علمت من امتناع تكرر شي‌ء واحد- و انتفاء الاثنينية في تجلي الحق و انكشف صحة قول الحكماء أن العلم اليقيني بأشياء ذوات الأسباب لا يحصل إلا من جهة العلم بأسبابها فحقق هذا المقام إن كنت من من ذوي الأقدام.

تعقيب:

قد وضح لديك مما ذكر كيفية ما قرع سمعك في الفلسفة العامة- أن العلم بالعلة المعينة يوجب العلم بالمعلول المعين و أما العلم بالمعلول المعين فلا يوجب إلا العلم بالعلة المطلقة لا بخصوصيتها و السر في ذلك ليس ما هو مذكور في الكتب المشهورة من أن العلة بخصوصها تقتضي المعلول بخصوصه- و أما المعلول بخصوصه فلا يستدعي إلا علة مطلقة لأنه مجرد دعوى بلا بينة و برهان- بل السر فيه أن المعلول كما حققناه ليس إلا نحوا خاصا من تعينات العلة و مرتبة معينة من تجلياتها فمن عرف حقيقة العلة عرف شئونها و أطوارها بخلاف من عرف المعلول فإنه ما عرف علته إلا بهذا النحو الخاص كمن يرى وجه الإنسان في واحدة من المرائي المختلفة صغرا و كبرا تحديبا و تقعيرا و استقامة و اعوجاجا و قد حقق الشيخ الجليل محي الدين الأعرابي هذا المطلب تحقيقا بالغا حيث ذكر

نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا    جلد : 2  صفحه : 363
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست