لما تحققت و تصورت حسبما تيسر لك المراتب الثلاث علمت أن أول ما نشأ
من الوجود الواجبي الذي لا وصف له و لا نعت إلا صريح ذاته المندمج فيه جميع
الحالات و النعوت الجمالية و الجلالية بأحديته و فردانيته هو الموجود المنبسط الذي
يقال له العماء و مرتبة الجمع و حقيقة الحقائق و حضرة أحدية الجمع و قد يسمى بحضرة
الواحدية كما قد يسمى الوجود الحق باعتبار إضافته إلى الأسماء في العقل و إلى
الممكنات في الخارج مرتبة الواحدية و حضرة الإلهية و هذه المنشئية[2]ليست العلية لأن العلية من حيث كونها
علية تقتضي المباينة بين العلة و المعلول- فهي إنما يتحقق بالقياس إلى الوجودات
الخاصة المتعينة من حيث تعينها و اتصاف كل منها بعينها الثابت و كلامنا في الوجود
المطلق و هذا الوجود المطلق له وحدة- بنحو مخالف لسائر الوحدات العددية و النوعية
و الجنسية لأنها مصححة جميع الوحدات و التعينات فالوجود الحق الواجبي و من حيث اسم
الله المتضمن لسائر الأسماء- منشأ لهذا الوجود الشامل المطلق باعتبار ذاته الجمعية
و باعتبار خصوصيات أسمائه
[1]و كان الأعيان الثابتة حيث ما شمت رائحة الوجود و لكن لها
الأحكام و الآثار تأست بوجوده جمع الجمع و هذا من باب معرفة الضد بالضد كما ذكرناه
قبيل ذلك أنه في غاية الغنى و أنها في نهاية الفقر و الفنا و قول الشيخ لا وجود
المراد بالوجود هنا ما يرادف الوجدان أو المعنى لا وجود رابطي لعينه لغيره و سيأتي
الكلام في المرتبة الأحدية و الوجود المجرد عن المجالي و المظاهر- و ردع بعض
الجهلة من المتصوفة فانتظر، س ره
[2]كيف و الوجود المقيد الذي هو العقل الكلي من صقع الربوبية
عند التحقيق فكيف تكون حال الوجود المطلق الذي كان العقل أول مجاليه فكل علية
منشائية و لا عكس، س ره
نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا جلد : 2 صفحه : 331